سمع أبا القاسم بن بيان، وأبا علي بن نبهان، وابن فتحان الشهرزوري، وأبا طالب بن يوسف، وابن الحصين، وأممًا لا يحصون.
أفنى عمره في الطلب، وكتب عمن دب ودرج، وسمع العالي والنازل، لا يسمع بمن يقدم إلَّا ويبادر إلى السماع منه.
قال ابن الجوزي: أبو بكر المفيد يعرف أبوه بالخفاف، سمع خلقًا كثيرًا، وما زال يسمع ويتبع الأشياخ في الزوايا، وينقل السماعات، فلو قيل: إنه سمع من ثلاثة آلاف شيخ، لما رد قول القائل، وانتهت إليه معرفة المشايخ ومقدار ما سمعوا، وعلم الإجازات لكثرة دربته، صحب هزارسب بن عوض، ومحمودًا الأصبهاني، إلَّا أنه كان قليل التحقيق فيما ينقل لكونه كان يأخذ عن ذلك ثمنًا، كان فقيرًا، كثير الأولاد والتزوج.
قال السمعاني: سريع القراءة والخط، يشبه بعضه بعضًا في الرداءة، سمع مني، وسمعت منه، توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة.
قال ابن النجار: جمع كتاب "سلوة الأحزان" نحو ثلاث مائة جزء أو أكثر، روى لنا عنه ولداه يوسف ولامعة، وأبو محمد الغراد، وكان صدوقًا مع قلة فهمه ومعرفته.