للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهل درى البيت أنّي بعد فرقته … ما سرت من حرمٍ إلَّا إلى حرم

حيث الخلافة مضروبٌ سرادقها … بين النّقيضين من عفوٍ ومن نقم

وللإمامة أنوار مقدّسةٌ … تجلو البغيضين من ظلمٍ ومن ظلم

وللنّبوّة آياتٌ تنصّ لنا … على الخفيين من حكمٍ ومن حكم

وللمكارم أعلامٌ تعلّمنا … مدح الجزيلين من بأسٍ ومن كرم

وللعلى ألسنٌ تثني محامدها … على الحميدين من فعل ومن شيم

منها:

ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها … عقود مدحٍ فما أرضى لكم كلمي

ثم استوطن بعد مصر.

قال ابن خلكان: كان شديد التعصب للسنة، أديبًا ماهرًا، رائجًا في الدولة، ثم تملك صلاح الدين، فامتدحه، ثم إنه شرع في اتفاق مع رؤساء في إعادة دولة العبيديين، فنقل أمرهم إلى صلاح الدين، فشنق عمارة في ثمانية في رمضان سنة تسع وستين وخمس مائة.

وقد نسب إلى عمارة بيت، فربما وضع عليه، فأفتوا بقتله، وهو:

قد كان أول هذا الأمر من رجلٍ … سعى إلى أن دعوه سيّد الأُمم

وهو من بيت إمرة وتقدم من تهائم اليمن من وادي وساع يكون عن مكة أحد عشر يومًا.

قال عمارة: كان القاضي محمد بن أبي عقامة الحفائلي رأس أهل العلم والأدب بزبيد يقول لي: أنت خارجي هذا الوقت وسعيده، لأنك أصبحت تعد من أكابر التجار وأهل الثروة، ومن أعيان الفقهاء الذين أفتوا، ومن أفضل أهل الأدب، فهنيئًا لك.

وحكى عمارة أن الصالح بن رزيك فاوضه، وقال: ما تعتقد في أبي بكر وعمر? قلت: أعتقد أنه لولاهما لم يبق الإسلام علينا ولا عليكم، وأن محبتهما واجبة. فضحك، وكان مرتاضًا حصيفًا، قد سمع كلام فقهاء السنة.

قلت: هذا حلم من الصالح على رفضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>