كذا ابن خزيمة السّلميّ ثمّ اب … ن مندة مقتدى مدن الجبال
وخلقٌ تقصر الأوصاف عنهم … وعن أحوالهم حال السّؤال
سموا بالعلم حين سما سواهم … لدى الجهّال بالرّمم البوالي
ومع هذا المحلّ وما حووه … فآلهم كذلك خير آل
مضوا والذّكر من كلٍّ جميلٌ … على المعهود في الحقب الخوالي
أطاب الله مثواهم فقدما … تعنّوا في طلابهم العوالي
وبعد حصولها لهم تصدّوا … كذلك للرّواية والأمالي
وتلفي الكلّ منهم حين يلقى … من آثار العبادة كالخلال
وها أنا شارعٌ في شرح ديني … ووصف عقيدتي وخفيّ حالي
وأجهد في البيان بقدر وسعي … وتخليص العقول من العقال
بشعرٍ لا كشعرٍ بل كسحرٍ … ولفظٍ كالشّمول بل الشّمال
فلست الدّهر إمّعةً وما إن … أزلّ ولا أزول لذي النّزال
فلا تصحب سوى السّنّيّ دينا … لتحمد ما نصحتك في المآل
وجانب كلّ مبتدعٍ تراه … فما إن عندهم غير المحال
ودع آراء أهل الزّيغ رأسا … ولا تغررك حذلقة الرّذال
فليس يدوم للبدعيّ رأيٌ … ومن أين المقرّ لذي ارتحال
يوافى حائرًا في كلّ حالٍ … وقد خلّى طريق الإعتدال
ويترك دائبا رأيًا لرأيٍ … ومنه كذا سريع الإنتقال
وعمدة ما يدين به سفاها … فأحداثٌ من أبواب الجدال
وقول أئمة الزّيغ الذي لا … يشابهه سوى الدّاء العضال
كمعبدٍ المضلّل في هواه … وواصلٍ أو كغيلان المحال
وجعدٍ ثم جهمٍ وابن حربٍ … حميرٌ يستحقّون المخالي
وثورٍ كاسمه أو شئت فاقلب … وحفص الفرد قردٍ ذي افتعال