للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت السنة شعاره ودثاره اعتقادًا وفعلًا، بحيث إنه كان إذا دخل مجلسه رجل، فقدم رجله اليسرى كلفه أن يرجع، فيقدم اليمنى، ولا يمس الأجزاء إلَّا على وضوء، ولا يدع شيئًا قط إلَّا مستقبل القبلة تعظيمًا لها.

قلت: هذا لم يرد فيه ثواب.

إلى أن قال: سمعت من أثق به عن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنه قال في الحافظ أبي العلاء، لما دخل نيسابور: ما دخل نيسابور مثلك. وسمعت الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن يقول -وذكر رجلًا من أصحابه رحل: إن رجع ولم يلق الحافظ أبا العلاء ضاعت رحلته.

قلت: كان أبو العلاء الحافظ في القراءات أكبر منه في الحديث، مع كونه من أعيان أئمة الحديث، له عدة رحلات إلى بغداد وأصبهان ونيسابور.

أخبرنا أبو سعية صبيح الأسود، أخبرنا أبو الحسن ابن المقير، أخبرنا أبو العلاء الهمذاني مكاتبةً، أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أحمد بن خلاد، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا القعنبي، عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمان، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد، أو عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلَّا ظله؛ إمام عادل .. "، وذكر الحديث (١).

أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا نصر بن عبد الرزاق، أنبأنا الحافظ أبو العلاء الهمذاني، أخبرنا أبو علي محمد بن محمد الهاشمي، أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا أبو بحر محمد بن الحسن، حدثنا علي بن الفضل الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول الله : "المعروف كله صدقة، وإن آخر ما تعلق به الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستحي فأفعل ما شئت" (٢).


(١) صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "٢/ ٤٣٩"، والبخاري "٦٦٠" و"١٤٢٣" و"٦٤٧٩" و"٦٨٠٦" ومسلم "١٠٣١" "٩١"، والترمذي في إثر حديث "٢٣٩١"، وابن خزيمة "٣٥٨"، والبيهقي "٤/ ١٩٠" و"٨/ ١٦٢" من طرق عن عبد الله بن عمر، عن حبيب بن عبد الرحمن، به.
(٢) صحيح: أخرجه أحمد "٥/ ٤٠٥"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "٢/ ١٣٥ - ١٣٦" من طريق يزيد بن هارون، به، وورد عن أبي مسعود مرفوعا لفظ: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت". أخرجه الطيالسي "٦٢١"، وأحمد "٤/ ١٢١ و ١٢٢"، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" "٥/ ٢٧٣" والبخاري "٣٤٨٤"، وفي "الأدب المفرد" "١٣١٦"، وأبو داود "٤٧٩٧"، والطبراني=

<<  <  ج: ص:  >  >>