أجاز له عام اثنتين وخمس مائة أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني راوي الموطأ، وفيها ولد، وتفرد في وقته عنه. وسمع بمراكش من أبي عمران موسى بن أبي تليد، فتفرد عنه أيضًا.
وسمع بسبتة من القاضي عبد الله بن أحمد الوحيدي، وسمع من عبد المجيد بن عيذون، وخلف بن يوسف الأبرش، والقاضي عياض بن موسى، وحدث عنهم، وعن أبي بحر بن العاص، ومحمد بن شبرين، وأبي الحسن شريح بن محمد.
وقرأ التقصي على ابن أبي تليد، أخبرنا أبو عمر مؤلفه.
وسمع الموطأ من عياض، ولازمه زمانًا.
قال الأبار: ولي قضاء سبتة فشكر. وكان من سروات الرجال، فقيهًا، مبرزًا، وأديبًا كاملًا، حسن البزة، لين الجانب، جمع بين "سنن أبي داود"، و"جامع الترمذي"، وارتحل الناس إليه لعلوه.
حدث عنه: أبو العباس أحمد ابن الرومية النباتي، وإبراهيم بن قسوم، وأبو سليمان بن حوط الله، ومحمد بن عبد النور، والحافظ ابن خلفون، وابن دحية وأخوه، وخلق.
مات في رجب سنة ست وثمانين وخمس مائة.
قال أبو الربيع بن سالم الحافظ: ومن شيوخي: الفقيه المشاور الحافظ ابن زرقون -وزرقون: لقب لسعيد أبي جده، لقب به لشدة حمرته- كان شيخنا أبو عبد الله من جلة العلماء الحافظين للمذهب، مع متانة الأدب، وجلالة القدر، وكرم الخلق، وسعة الصدر، واتساع جانب البر، لقيته بإشبيلية وقت لقائي لابن الجد، فقرأت عليه الموطأ عن الخولاني إجازةً بسماعه من عثمان بن أحمد اللخمي، عن أبي عيسى الليثي، وقرأته عليه بسماعه سنة عشرين على القاضي عبد الله بن أحمد بن عمر القيسي الوحيدي بسماعه من مولى الطلاع، وقرأت عليه التقصي لابن عبد البر بسماعه بمراكش سنة ٥١٦ من موسى بن أبي تليد. قال: سمعته منه سنة ستين وأربع مائة، وقرأت عليه "المنتقى" لابن الجارود، عن الخولاني، عن أبي عمر الطلمنكي، عن أبي جعفر بن عبد الله بن محمد بن نافع الخزاعي، عنه، و"التيسير" قرأته عليه، عن الخولاني، عن المؤلف إجازةً، و"النوادر" للقالي قرأته عليه بقراءته على ابن عيذون، وخلف بن فرتون، عن الوزير أبي بكر عاصم بن أيوب، عن ابن العزاب، عن هارون بن موسى، عنه، وبإجازته من الخولاني، أنبأنا الحسن بن أيوب الحداد الفقيه، عن القالي، وهذا نهاية في العلو.