للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثقةً، حجةً، نبيلًا، زاهدًا، عابدًا، ورعًا، ملازمًا للخلوة والتصنيف وبث العلم أدركه الأجل شابًا، وسمعت محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول: كان شيخنا الحافظ أبو موسى المديني يفضل أبا بكر الحازمي على عبد الغني المقدسي، ويقول: ما رأينا شابًا أحفظ من الحازمي، له كتاب في "الناسخ والمنسوخ" دال على إمامته في الفقه والحديث ليس لأحد مثله.

قال ابن النجار: وسمعت بعض الأئمة يذكر أن الحازمي كان يحفظ كتاب الإكمال في المؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة، كان يكرر عليه، ووجدت بخط الإمام أبي الخير القزويني وهو يسأل الحازمي: ماذا يقول سيدنا الإمام الحافظ في كذا وكذا? وقد أجاب أبو بكر الحازمي بأحسن جواب.

ثم قال ابن النجار: سمعت أبا القاسم المقرئ جارنا يقول -وكان صالحًا: كان الحازمي في رباط البديع، فكان يدخل بيته في كل ليلة، ويطالع، ويكتب إلى طلوع الفجر، فقال البديع للخادم: لا تدفع إليه الليلة بزرًا للسراج لعله يستريح الليلة. قال: فلما جن الليل، اعتذر إليه الخادم لأجل انقطاع البزر، فدخل بيته، وصف قدميه يصلي، ويتلو، إلى أن طلع الفجر، وكان الشيخ قد خرج ليعرف خبره، فوجده في الصلاة.

مات أبو بكر الحازمي في شهر جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمس مائة، وله ست وثلاثون سنة.

قرأت على أبي الحمد أقش الافتخاري، أخبركم عبد الله بن الحسن الدمياطي الخطيب سنة ست وأربعين وست مائة، أخبرنا محمد بن موسى الحافظ، أخبرنا محمد بن ذاكر بقراءتي، أخبركم حسن بن أحمد القارئ، أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب، أخبرنا علي بن عمر، حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز، حدثنا العباس بن يزيد، حدثنا غسان بن مضر، حدثنا أبو مسلمة، قال: سألت أنس بن مالك: أكان رسول الله يستفتح بالحمد لله رب العالمين? فقال: إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه، وما سألني عنه أحد قبلك، قلت: أكان رسول الله يصلي في النعلين? قال: نعم.

هذا حديث حسن غريب، وهو ظاهر في أن أبا مسلمة سعيد بن يزيد سأل أنسًا عن الصلوات الخمس، أكان النبي يستفتح -يعني أول ما يحرم بالصلاة- بدعاء الاستفتاح أم بالاستعاذة، أم بالحمد لله رب العالمين? فأجابه أنه لا يحفظ في ذلك شيئًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>