قال الأبار: وله مصنف كبير جمع فيه بين الكتب الستة، وله كتاب "المعتل من الحديث" وكتاب "الرقاق" ومصنفات أخر.
قلت: وله كتاب "العاقبة" في الوعظ والزهد.
وقال الأبار: وله في اللغة كتاب حافل ضاهى به كتاب "الغريبين" لأبي عبيد الهروي. حدثنا عنه جماعة من شيوخنا.
وقال: ولد سنة عشر وخمس مائة، وتوفي ببجاية بعد محنة نالته من قبل الدولة في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مائة.
قلت: روى عنه خطيب بيت المقدس أبو الحسن علي بن محمد المعافري، وأبو الحجاج ابن الشيخ، وأبو عبد الله بن نقيمش، ومحمد بن أحمد بن غالب الأزدي، وأبو العباس العزفي، وآخرون، وصنف الحافظ القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك الحميري الكتامي الفاسي المشهور بابن القطان كتابًا نفيسًا في مجلدتين سماه "الوهم والإيهام فيما وقع من الخلل في الأحكام الكبرى لعبد الحق" يناقشه فيه فيما يتعلق بالعلل وبالجرح والتعديل، طالعته، وعلقت منه فوائد جليلةً.
ومن مسموع الحافظ عبد الحق "صحيح مسلم" يحمله عن أبي القاسم بن عطية، قال: أخبرنا محمد بن بشر، قال: أخبرنا أبو علي بن سكرة الصدفي، أخبرنا أبو العباس بن دلهاث العذري، أخبرنا الرازي بإسناده. فهذا نزول بحيث أن ابن سكرة في إزاء المؤيد الطوسي، وشيخنا القاسم الاربلي في طبقة ابن بشر هذا، وصاحبه ابن عطية ونحن في العدد سواء، فكأن عبد الحق سمعه من المزي والبرزالي والله أعلم.
وقد أنبأنا "بالأحكام الصغرى": الإمام أبو محمد بن هارون في كتابه إلينا من المغرب، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي نصر بسماعه من المصنف أبي محمد عبد الحق.
قال ابن الزبير في ترجمة عبد الحق: كان يزاحم فحول الشعراء، ولم يطلق عنانه في نطقه.
قلت: ما أحلى قوله وأوعظه إذ قال:
إنّ في الموت والمعاد لشغلًا … وادّكارًا لذي النّهى وبلاغا
فاغتنم خطتين قبل المنايا … صحة الجسم يا أخي والفراغا