جدي في عافية، فعد الناس هذا من كراماته، لأنه كان مغرىً بها. وأوصى جده أن يكتب على قبره:
يا كثير العفو عمّن … كثر الذّنب لديه
جاءك المذنب يرجو ال … صّفح عن جرم يديه
أنا ضيفٌ وجزاء ال … ضّيف إحسانٌ إليه
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، أخبرنا الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد، حدثنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي، أخبرنا يحيى بن ثابت، أخبرنا أبي، حدثنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا ابن عبد الكريم الوزان، حدثنا الحسن بن علي الأزدي، حدثنا علي بن المديني، حدثني أحمد بن حنبل، حدثنا علي بن عياش الحمصي، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال:
قال رسول الله ﷺ:"من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وأبعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له الشفاعة"(١).
وأنبأناه عاليًا بدرجات عبد الرحمان بن محمد، أخبرنا عمر بن طبرزد، أخبرنا هبة الله بن الحصين، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا أبو بكر الشافعي، أخبرنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا علي بن عياش مثله، لكن زاد فيه:"إلَّا حلت له الشفاعة يوم القيامة" فكأن شيخي سمعه من أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الفقيه.
وكتب إلي أبو بكر بن طرخان، أخبرنا الإمام موفق الدين، قال: ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنةً، وكان صاحب فنون، كان يصنف في الفقه، ويدرس، وكان حافظًا للحديث، إلَّا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها، وكانت العامة يعظمونه، وكانت تنفلت منه في بعض الأوقات كلمات تنكر عليه في السنة، فيستفتى عليه فيها، ويضيق صدره من أجلها.
(١) صحيح: أخرجه أحمد "٣/ ٣٥٤"، والبخاري "٦١٤" و"٤٧١٩"، وفي "خلق أفعال العباد" "ص ٢٩"، وأبو داود "٥٢٩"، والترمذي "٢١١"، والنسائي "٢/ ٢٦ - ٢٨"، وفي "عمل اليوم والليلة" "٤٦"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "١/ ١٤٦"، وابن خزيمة "٤٢٠"، والطبراني في "الصغير" "١/ ٤٢٠"، والبيهقي "١/ ٤١٠"، وابن أبي عاصم في "السنة" "٨٢٦"، والبغوي "٤٢٠"، من طرق عن علي بن عياش قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به مرفوعا.