اليسر، وأبو الغنائم بن علان، وابن أبي عمر، والشيخ الفخر، وغازي ابن الحلاوي، وزينب بنت مكي، وخلق كثير.
قال أبو شامة: كان فقيرًا جدًا، روى "المسند" بإربل، وبالموصل، ودمشق، وكان يمرض بالتخم، كان السلطان يعمل له الألوان.
وقال ابن الأنماطي: كان أبوه قد وقف نفسه على مصالح المسلمين، والمشي في قضاء حوائجهم، وكان أكثر همه تجهيز الموتى على الطرق.
قال ابن نقطة: حدثنا أبو الطاهر ابن الأنماطي بدمشق، قال: حدثني حنبل بن عبد الله، قال: لما ولدت، مضى أبي إلى الشيخ عبد القادر الجيلي، وقال له: قد ولد لي ابن، ما أسميه? قال: سمه حنبل، وإذا كبر سمعه "مسند أحمد بن حنبل". قال: فسماني كما أمره، فلما كبرت، سمعني "المسند"، وكان هذا من بركة مشورة الشيخ.
قال ابن الدبيثي: كان دلالًا في بيع الأملاك، سئل عن مولده، فذكر ما يدل على أنه في سنة عشر وخمس مائة، أو إحدى عشرة، إلى أن قال: وتوفي بعد عوده من الشام، في ليلة الجمعة، رابع محرم، سنة أربع وست مائة.
قال ابن الأنماطي: سمعت منه جميع "المسند" ببغداد، أكثره بقراءتي عليه، في نيف وعشرين مجلسًا، ولما فرغت، أخذت أرغبه في السفر إلى الشام، فقلت: يحصل لك مال، ويقبل عليك وجوه الناس ورؤساؤهم. فقال: دعني؛ فوالله ما أسافر لأجلهم، ولا لما يحصل منهم، وإنما أسافر خدمة لرسول الله ﷺ أروي أحاديثه في بلد لا تروى فيه.
قال ابن الأنماطي: اجتمع له جماعة لا نعلمها اجتمعت في مجلس سماع قبل هذا بدمشق، بل لم يجتمع مثلها لأحد ممن روى "المسند".
قلت: أسمعه مرة بالبلد، ومرة بالجامع المظفري.
وفيها: مات عبد الواحد بن سلطان المقرئ، وست الكتبة بنت الطراح.