للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة ٦١٧ فقيل: برز من أهلها نحو سبعين ألفًا، فقاتلوا، فانهزم لهم التتر، ثم حالوا بنهم وبين البلد وحصدوهم، ثم جهز جنكزخان خلف خوارزم شاه فعبروا جيحون خوضًا وسباحة، فانهزم منهم وهم وراءه، ثم عطفوا فأخذوا الري، ومازندران، وظفروا بأم خوارزم شاه ومعها خزائنه، فأسروها، ثم أخذوا قزوين بالسيف، وبلغت القتلى أربعين ألفًا، ثم أخذوا أذربيجان، وصالحهم ملك تبريز ابن البهلوان على أموال، فمضوا ليشتوا بموقان وهزموا الكرج، وأخذوا مراغة بالسيف، ثم قصدوا إربل، فتحزب لهم عسكر، فعادوا إلى همذان، وكانوا قد بدعوا فيها، وقرروا بها شحنة، فطالبهم بأموال فقتلوه وتمنعوا فحاصرهم التتار، فبرزوا لمحاربتهم، وقتلوا خلقًا من التتار وجرح فقيههم جراحات، ثم برزوا من الغد فالتحم القتال، ثم في اليوم الثالث عجز الفقيه عن الركوب، وعزمت التتار على الرحيل، لكثرة من قتل منهم، فما رأوا من خرج لقتالهم، فطمعوا وزحفوا على البلد في رجب سنة ثماني عشرة، فدخلوه بالسيف، فاقتتلوا في الأزقة قتال الموت، وقتل ما لا يحصى، وأحرقت همذان، وسارت التتار إلى تبريز فبذل أهلها أموالًا فساروا إلى بيلقان، فأخذوها عنوة في رمضان سنة ثماني عشرة، وحصدوا أهلها، حتى كانوا يزنون بالمرأة ثم يقتلونها، وساروا إلى كنجة، وهي أم أران فصانعوهم بالأموال، ثم التقوا الكرج فطحنوهم، وقتل من الكرج ثلاثون ألفًا، ثم قصدوا الدربند فافتتحوا مدينة سماخي عنوة، ولم يقدروا على ولوج الدربند، فبعثوا يطلبون من شروان شاه رسولًا فبعث عشرة فقتلوا واحدًا وقالوا لمن بقي: إن لم تدلونا على طريق قتلناكم، قالوا: لا طريق لكن هنا مسلك ضيق، فمروا فيه قتلًا وسبيًا وأسرفوا في قتل اللان، ثم بيتوا القفجاق، وأبادوا فيهم، وأتوا سوداق فملوكها، وأقاموا هناك إلى سنة عشرين ست مائة. وأما جنكزخان فجهز فرقة إلى ترمذ وطائفة إلى كلاثة على جانب جيحون، فاستباحوها، ثم عادوا إليه، وهو بسمرقند فجهز جيشًا كثيفًا مع ولده لحرب جلال الدين ابن خوارزم شاه، وحاصروا خوارزم ثلاثة أشهر وأخذوها، وعليهم أوكتاي الذي تملك بعد جنكزخان، وقتل بها أمم لكن بعد أن قتلوا خلائق من التتار، وأخذوا بالسيف مرو، وبلخ، ونيسابور، وطوس، وسرخس، وهراة، فلا يحصى من راح تحت السيف.

وقال الموفق عبد اللطيف: قصدت فرقة أذربيجان وأران والكرج، وفرقة همذان وأصبهان وخالطت حلوان قاصدة بغداد، وماجوا في الدنيا بالإفساد يعضون على من سلم الأنامل من الغيط. إلى أن قال: وعبروا إلى أمم القفجاق واللان فغسلوهم بالسيف، وخرج من رقيق الترك خلق حتى فاضوا على البلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>