الدين في ثلاثين ألفًا، وبينهم إحن، وهرب غياث الدين، ثم اصطلحا، واجتمعا، والتفت العساكر على جلال الدين، وعظم شأنه.
وفي العام: كانت الوقعة بين التتار الداخلين من الدربند، وبين القفجاق والروس، وصبروا أيامًا، ثم استحر القتل بالروس والقفجاق.
وفي سنة ٦٢١: أخذ الأشرف من أخيه غازي خلاط، وأبقى عليه ميافارقين.
وفيها سار جلال الدين خوارزم شاه إلى أذربيجان، فاستولى عليها، وراسله المعظم لينصره على أخيه الأشرف.
وفيها خنق بدر الدين لؤلؤ الملك القاهر سرًا، وتملك الموصل.
وبنيت دار الحديث الكاملية، وشيخها ابن دحية.
وقدم صاحب اليمن أقسيس ابن الملك الكامل طامعًا في أخذ الشام، فمات، وورث منه أبوه أموالًا عظيمة.
وفيها رجعت التتار من بلاد القفجاق، فاستباحوا الري وساوه وقم، ثم التقوا الخوارزمية.
وفيها قصد غياث الدين أخو خوارزم شاه بلاد شيراز، فأخذها من أتابك سعد، وعصى أتابك في قلعة، تصالحا.
وفي ربيع الأول سنة ٦٢٢: وصل جلال الدين فأخذ دقوقا بالسيف وفعل كل قبيح لكونهم سبوه على الأسوار، وعزم على منازلة بغداد، فانزعج الخليفة، وكان قد فلج، فأنفق ألف ألف دينار، وفرق العدد والأهراء.
قال سبط الجوزي: قال لي المعظم: كتب إلي جلال الدين يقول: تجيء أنت واتفق معي حتى نقصد الخليفة، فإنه كان السبب في هلال أبي، وفي مجيء التتار وجدنا كتبه إلى الخطا وتواقيعه لهم بالبلاد والخلع والخيل. فكتبت إليه: أنا معك إلَّا على الخليفة، فإنه إمام الإسلام.
قال: وخرجت عليه الكرج، فكر نحوهم، وعمل مصافًا، فقتل منهم سبعين ألفًا، قاله أبو شامة- وأخذ تفليس بالسيف، وافتتح مراغة، ثم حاصر تبريز وتسلمها، وبدع وظلم كعوائده.
وفي سلخ رمضان سنة اثنتين وعشرين وست مائة توفي أمير المؤمنين، فبويع ابنه الظاهر أبو نصر محمد كهلًا، فكانت دولة الناصر سبعًا وأربعين سنة.
قال ابن الأثير: بقي الناصر ثلاث سنين عاطلًا عن الحركة بالكلية، وقد ذهبت عينه ﵀، ثم مات وبويع الظاهر ابنه.