سمعت منه كثيرًا، وبقراءته، وله "ديوان شعر" أجاد فيه.
قال ابن الشعار في "قلائد الجمان": كان الصاحب مع فضائله محافظًا على عمل الخير والصلاح، مواظبًا على العبادة، كثير الصوم، دائم الذكر، متتابع الصدقات.
قال ابن خلكان: ولي الوزارة في أول سنة تسع وعشرين، فلما صارت إربل للمستنصر بالله، لزم بيته، واقتنى من نفيس الكتب شيئًا كثيرًا، خرج من داره مرة ليلًا، فضربه رجل بسكين في عضده، فقمطها الجرائحي بلفائف وسلم، فكتب إلى الملك مظفر الدين:
يا أيها الملك الذي سطواته … من فعلها يتعجب المريخ
آيات جودك محكم تنزيلها … لا ناسخ فيها ولا منسوخ
أشكو إليك وما بليت بمثلها … شنعاء ذكر حديثها تاريخ
هي ليلة فيها ولدت وشاهدي … فيما ادعيت القمط والتمريخ
توفي الصاحب: في خامس المحرم، سنة سبع وثلاثين وست مائة.
وفيها توفي: قاضي دمشق شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل الخوبي الشافعي، والصفي أحمد بن أبي اليسر شاكر التنوخي، وأبو العباس أحمد ابن الرومية الإشبيلي النباتي، وإسماعيل بن محمد بن يحيى البغدادي المؤدب، وعلاء الدين أبو سعد ثابت بن محمد بن أحمد بن الخجندي الأصبهاني الذي حضر "البخاري" على أبي الوقت، وحسين بن يوسف الصنهاجي الشاطبي نظام الدين الناسخ، وأمين الدين سالم بن الحسن بن صصرى، وصاحب حمص شيركوه، والقاضي عبد الحميد بن عبد الرشيد الهمذاني، وعبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل، وأبو محمد عبد العزيز بن دلف المقرئ الناسخ، وأبو الحسن علي بن أحمد الحراني بحماة، وشمس الدين محمد بن الحسن ابن الكريم الكاتب، والحافظ ابن الذبيثي، ومحمد ابن طرخان السلمي، ومحمد بن أبي المعالي بن صابر، والرشيد محمد بن عبد الكريم ابن الهادي، محتسب دمشق، والصاحب ضياء الدين نصر الله ابن الأثير.