للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النقور، ونفيسة البزازة، وهبة الله بن يحيى البوقي، وجماعة.

وطال عمره، وبعد صيته، وقد حدث بدمشق وحلب في سنة إحدى وعشرين وست مائة، ورجع إلى بغداد وبقي إلى هذا الوقت، وتكاثر عليه الطلبة.

حدث عنه: ابن نقطة، والبرزالي، والضياء، وابن النجار، والمحب عبد الله وموسى ابن أبي الفتح، وعبد الرحمن ابن الزجاج، ومحيي الدين يحيى ابن القلانسي، والمدرس كمال الدين إبراهيم ابن أمين الدولة، وتقي الدين ابن الواسطي وأخوه، وعز الدين ابن الفراء، والتقي بن مؤمن، ومجد الدين ابن العديم، وفتاه بيبرس، ومحيي الدين ابن النحاس، وابن عمه أيوب، ومجد الدين ابن الظهير، وأحمد بن محمد ابن العماد، وعبد الكريم بن المعذل، وعلي بن عبد الدائم، وعلي بن عثمان الطيبي، وعدد كثير.

وبالإجازة عدة.

قال ابن نقطة: سماعه صحيح.

وقال ابن الحاجب: كان شيخًا سهلًا سمحًا، ضحوك السن، له أصول يحدث منها، وكان سليم الباطن، مشتغلًا بصنعته، إلَّا أنه كان يتشيع، ولم يظهر منه إلَّا الجميل.

وقال ابن الساعي: رتب مسمعًا بمشيخة المستنصرية في ذي القعدة، سنة إحدى وأربعين وست مائة -يعني بعد ابن القبيطي.

قلت: وقد عمر، وساء خلقه، وبقي يحدث بالأجرة، ويتعاسر، وحكاية المحب معه اشتهرت، فإنه رحل وبادر إليه بـ "جزء البانياسي" وهو على حانوت، فقال: ما لي فراغ الساعة، فألح عليه فتركه وقام فتبعه، وابتدأ في الجز، فقرأ ورقة، ووصل الشيخ إلى بيته فضربه بالعصا ضربتين وقعت الواحدة في الجزء ودخل وأغلق الباب.

قرأت هذا بخط المحب، فالذنب مركب منهما!.

قال ابن النجار: هو صحيح السماع، إلَّا أنه عسر جدًا، يذهب إلى الاعتزال. قال: ويقال: إنه يرى رأي الفلاسفة، ويتهاون بالأمور الدينية، مع حمق ظاهر فيه، وقلة علم.

قلت: ثم في سنة ثلاث وأربعين اندك وتعلل، ووقع في الهرم، ولزم بيته، وهو من آخر من روى حديث مالك الإمام بعلو، كان بينه وبينه خمسة أنفس.

مات في حادي عشر جمادى الأولى، سنة خمس وأربعين وست مائة.

وفيها مات: أبو مدين شعيب بن يحيى الزعفراني بمكة، والشيخ عبد الرحمن بن أبي حرمي المكي الناسخ، وإمام النحو أبو علي عمر بن محمد الأزدي الشلوبين، والمنشئ جلال الدين مكرم بن أبي الحسن الأنصاري، والصاحب هبة الله بن الحسن ابن الدوامي، والأمير شرف الدين يعقوب بن محمد الهذباني، وصاحب ميافارقين المظفر غازي ابن العادل، وشيخ الفقراء علي الحريري.

<<  <  ج: ص:  >  >>