وفي سنة ٦٢٩: انهزم جلال الدين خوارزم شاه ابن علاء الدين في جبال، فقتله كردي بأخ له. وقصدت عساكر الخليفة مع صاحب إربل التتار، فهربوا.
وأمسك الوزير مؤيد الدين القمي وابنه، وكانت دولته ثلاثًا وعشرين سنة باسم نيابة الوزارة، لكن لم يكن معه وزير، فولي مكانه شمس الدين ابن الناقد، وجعل مكان ابن الناقد في الأستاذ دارية ابن العلقمي.
وفي سنة ثلاثين: حاصر الكامل آمد، فأخذها من الملك المسعود الأتابكي، وكان فاسقًا يأخذ بنات الناس قهرًا.
وفيها: عاث الروميون بحران وماردين، وفعلوا شرًا من التتار وبدعوا.
ومات مظفر الدين صاحب إربل، فوليها باتكين نائب البصرة.
وفي سنة إحدى وثلاثين: سار الكامل ليفتح الروم، فالتقى صواب مقدم طلائعه وعسكر الروم، فأسر صواب، وتمزق جنده، ورجع الكامل.
وأديرت المستنصرية ببغداد، ولا نظير لها في الحسن والسعة، وكثرة الأوقاف، بها مئتان وثمانية وأربعون فقيهًا، وأربعة مدرسين، وشيخ للحديث، وشيخ للطب، وشيخ للنحو، وشيخ للفرائض، وإذا أقبل وقفها، غل أزيد من سبعين ألف مثقال، ولعل قيمة ما وقف عليها يساوي ألف ألف دينار.
وفي سنة اثنتين وثلاثين: عمل جامع العقيبة، كان حانه.
وقدمت هدية ملك اليمن عمر بن رسول التركماني، فالملك في نسله إلى اليوم.
وفيها: تركت المعاملة ببغداد بقراضة الذهب، وضربت لهم دراهم كل عشرة منها بدينار إمامي.
وعاثت التتار بأرض إربل والموصل، وقتلوا، وأخذوا أصبهان بالسيف -فإنا لله وإنا إليه راجعون. فاهتم الخليفة، وبذل الأموال.
وعزل ابن مقبلٍ عن قضاء العراق وتدريس المستنصرية، ودرس أبو المناقب الزنجاني، وقضى عبد الرحمن ابن اللمغاني.
وفيها: سار الكامل والأشرف واستعادوا حران والرها من صاحب الروم.
ووصلت التتار إلى سنجار قتلًا وأسرًا وسبيًا.