للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأسطولهم، وغنموا مراكبهم، وبقي الفرنسيس في خمس مائة فارس وخذل، فطلب الطواشي رشيد وسيف الدين القيمري، فأتوه، فطلب أمانًا، فأمناه على أن لا يمروا به بين الناس، وهرب جمهور الفرنج، وتبعهم العسكر، وبقوا جملةً وجملةً حتى أبيدت خضراؤهم، حتى قيل: نجا منهم فارسان، ثم غرقا في البحر! وغنم المسلمون ما لا يعبر عنه.

أنبأني الخضر بن حمويه، قال: لو أراد ملكهم لنجا على فرسه ولكنه حمى ساقيه، فأسر هو وجماعة ملوك وكنود، فأحصي الأسرى فكانوا نيفًا وعشرين ألفًا، وغرق وقتل سبعة آلاف، وكان يومًا ما سمع المسلمون بمثله، وما قتل من المسلمين نحو المائة، واشترى الفرنسيس نفسه برد دمياط وبخمس مائة ألف دينار.

وجاء كتاب المعظم، وفيه في أول السنة ترك العدو خيامهم، وقصدوا دمياط، فعمل السيف فيهم عامة الليل، وإلى النهار، فقتلنا منهم ثلاثين ألفًا غير من ألقى نفسه في الماء، وأما الأسرى فحدث عن البحر ولا حرج.

وفي أواخر المحرم قتلوا المعظم.

وفيها استولى صاحب حلب على دمشق، ثم سار ليأخذ مصر، وهزم المصريين، ثم تناخوا وهزموه وقتلوا نائبه.

واستولى لؤلؤ على جزيرة ابن عمر، وقتل ملكها في سنة تسع.

وفي سنة خمسين: أغارت التتار على ميافارقين وسروج، وعليهم كشلوخان المغلي.

وفي سنة إحدى وخمسين: أخذ المسلمون صيدًا، وهرب أهلها إلى قلعتها.

وفيها قدمت بنت علاء الدين صاحب الروم، فدخل بها صاحب دمشق الملك الناصر، فكان عرسًا مشهودًا وعملت القباب، وكان الخلف واقعًا بين الناصر وبين صاحب مصر المعز، ثم بعد مدة وقع الصلح.

وفي سنة أربع وخمسين: كان ظهور الآية الكبرى -وهي النار- بظاهر المدينة النبوية ودامت أيامًا تأكل الحجارة، واستغاث أهل المدينة إلى الله وتابوا، وبكوا، ورأى أهل مكة ضوءها من مكة، وأضاءت لها أعناق الإبل ببصرى، كما وعد بها رسول الله فيما صح عنه، وكسف فيها الشمس والقمر، وكان فيها الغرق العظيم ببغداد، وهلك خلق من أهلها، وتهدمت البيوت، وطفح الماء على السور.

وفيها: سار الطاغية هولاكو بن تولي بن جنكزخان في مائة ألف، وافتتح حصن

<<  <  ج: ص:  >  >>