للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج - قوله تعالى: {فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} (١)، وقال تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} (٢).

وجه الدلالة في الآيتين الكريمتين: يندب الحق تبارك وتعالى إلى توثيق دفع المال إلى اليتامى بالشهادة، وكذلك في توثيق الطلاق، ويقاس عليهما توثيق الوقف الشهادة بجامع حفظ الحق في كل، وإذا كانت الشهادة أحد أنواع التوثيق للوقف، فيقاس عليها سائر أنواع التوثيق للوقف، فتكون مشروعة أيضًا.

د - ومن السنة قول النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده".

نقل النووي عن الشافعي أنه قال: "معنى الحديث ما الحزم والاحتياط للمسلم إلا أن تكون وصيته مكتوبة عنده"، ثم قال: "ويستحب تعجيلها، وأن يكتبها في صحته، ويشهد عليه فيها: ويكتب فيها ما يحتاج إليه" (٣).

ويقاس على مشروعية توثيق الوصية، مشروعية توثيق الوقف بجامع حفظ حق العبد وحق الله في كل.

هـ - ومن السنة أيضًا ما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - أن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - توفيت أمه وهو غائب، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: نعم، قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها (٤).


(١) سورة النساء، آية ٦.
(٢) سورة الطلاق، آية ٢.
(٣) شرح على صحيح مسلم، يحيى بن شرف النووي، طبعة المطبعة المصرية، القاهرة، ط ١، ١٣٤٩ هـ. ١١/ ٧٥.
(٤) هذا الحديث أخرجه البخاري ٣/ ١٠١٣، رقم ٢٦٠٥، وأمه: عمرة بنت مسعود، وحائطي: هو البستان من النخل إذا كان له جدار، والمخراف: اسم لحائطه، والمخراف: الشجرة، وقيل ثمرها، ويسمى مخرافا لأنَّهُ يخترف منه؛ أي يجتني.

<<  <  ج: ص:  >  >>