للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستدل أصحاب هذا القول بالأدلة الآتية:

١ - أن الكتب العرفية لا تعتبر بينة واضحة يثبت به الحق (١)، ولا يثبت الحق إلا بأمر ثابت معروف (٢)؛ ولأن الخط قد يشبه الخط (٣)؛ ولأن الخط لا يحكم به باعتراف كاتبه بأنه على ما كتبه؛ لأنه قد يكتب أشياء لا يؤخذ بها (٤).

٢ - أن الكتب العرفية إقرار بالوجود لا بالوجوب؛ لأنه أخبر بأنه وجد أو فعل هكذا، والوجود لا يدل على الوجوب؛ لأنه قد يجد في كتابه مكتوب غيره وقد يكتب ممتحنًا للخط فلا يكون إقرارا بالوجوب (٥).

٣ - أن الاعتماد على الكتب العرفية كان بدون شهادة ولا استفاضة، ولا يجوز اعتماد مجرد الكتاب من غير إشهاد ولا استفاضة (٦).

القول الثاني: أن الوقف يثبت بكتاب الوقف العرفي إذا كان موثوقًا به، وحصل العلم بنسبة الخط إلى الواقف، وإليه ذهب الحنابلة في المذهب (٧)، والإمام محمد بن الحسن الشيباني فيما رواه عنه ابن رستم (٨)، وبعض المالكية (٩)، والشافعية في وجه (١٠).


(١) فسَّر البحيرمي كتاب الوقف بالكتاب المكتوب فيه وقفية الشيء الموقوف. انظر: حاشية البجيرمي على الخطيب، ٣/ ٢٥٨.
(٢) انظر: تنقيح الفتاوى الحامدية، ابن عابدين، ١/ ١١٨ و ٢/ ١٩ - ٢٠، وكشف الأسرار شرح أصول البزدوي، عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البخاري الحنفي، ٣/ ٥١ - ٥٤.
(٣) انظر: غمز عيون البصائر، الحموي، ٢/ ٣٠٧.
(٤) انظر: تبصرة الحكام، إبراهيم بن علي بن فرحون المالكي، ٢/ ٢٧.
(٥) انظر: معين الحكام، الطرابلسي، ١٢٥.
(٦) انظر: الأشباه والنظائر، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، ٣١٠.
(٧) انظر: مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهي، مصطفى بن سعد السيوطي الرحيباني الحنبلي، ٤/ ٤٤٥، وكشاف القناع، منصور بن يونس البهوتي، ٤/ ٣٣٧، والإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، علاء الدين المرداوي الحنبلي، ٧/ ١٨٨.
(٨) انظر: كشف الأسرار شرح أصول البزدوي، عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البخاري الحنفي، نشر دار الكتاب الإسلامي، ٣/ ٥١ - ٥٤.
(٩) انظر: الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام المعروف بشرح ميارة، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن محمد الفاسي، ميارة، نشر دار المعرفة، ١/ ٦٦.
(١٠) انظر: بغية المسترشدين في تلخيص فتاوى بعض الأئمة من العلماء المتأخرين، عبد الرحمن بن محمد بن حسين بن عمر باعلوي، نشر دار الفكر، ٦١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>