والسيف ما لم يلف فيه صيقل ... من طبعه لم ينتفع بصقال
وليس بضائر إذا صح نصل ... السيف ما لقي الغمد
ولا ينفع الأصل من هاشم ... إذا كانت النفس في هاوية
((دخل أعرابي رث الهيئة في عباءة خلقة على معاوية رضي الله عنه وأرضاه فاقتحمته عنيه وغدى ينظر على عباءته الخلقة فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك إنما يكلمك من فيها)).
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده ... إذا كان غضبا حيث أنفذته برى
فإن تكن الأيام أزرت ببزتي ... فكم من حسام في غلاف مكسرا
فقربه وأدناه وعلم أن في العباءة ما فيها.
عجبت لمن ثوبه لامع ... ولكنما القلب كالفحمة
مظاهر براقة تحتها ... بحار من الزيف والظلمة
وتكلم آخر محتقر عند عبد الملك بكلام ذهب فيه كل مذهب حتى خلب لب عبد الملك وأعجب به فقال له: ابن من أنت؟ قال: أنا ابن نفسي يا أمير المؤمنين التي توصلت بها إليك وأهلتني لأن أتكلم بين يديك أخلب لبك، أبى الله أن أسمو بجد ولا أب.
فما أنا إلا السيف يأكل جفنه ... له حلية من نفسه وهو عاطل
وليست رعوتي من فوق مذق ... ولا جمري كمين في الرماد
قال: صدقت:
فما الفخر بالعظم الرميم وإنما ... فخار من يبغي الفخار بنفسه
إن من أحوال المسلم أن يحتفي وينتعل ويمتشط ويدع ذلك ويلبس اللباس الجميل والحذاء الحسن، ومع هذا لا تتحكم هذه المظهارية فيه ولا يوزن بها ولا تأسر شخصيته، فهو يحكمها ويأسرها خلافا لموازين معكوسة جعلت المظهرية هي الميزان.
قيمة المرء عندهم بين ثوب ... باهر لونه وبين حذاء
ماذا لو خرج العالم حافيا بين الناس أينقص علمه وقدره؟ ماذا لو انتعل الغبي الجاهل أحسن النعال أيصبح فقيها؟ ماذا لو لبس المعتوه أحسن الثياب وأجملها أيغدو ذا لب .. ؟
إذا كان في لبس الفتى شرف له ... فما السيف إلا غمده والحمائل