ولولا السعي لم تكن المساعي
فما خير برق لاح في غير وقته ... وواد غدا ملآن قبل أوانه
عند ذلك يرفض الحق ويحتقر الخلق ويداوم تزكية النفس أمام الخلق ويفرح بعيوب أقرانه من الخلق ثم يستعصي على النصح ولا يعترف بجهود الآخرين يداوم الحديث عما ينجزه من أعمال ويرفض الرجوع عن الخطأ ويحاول تبرير الخطأ ويستبد برأيه فرأيه صواب لا خطأ فيه لا يستشير أهل التجارب العقلاء ولا يستنير بآراء الأكياس الفطناء يهتم بشواذ المسائل وغريبها ويهمل العمل بأصول المسائل ثم يرفض الجلوس للتعلم في حلقات العلم.
ألجّ لجاجاً من الخنفساء ... وأزهى إذا ما مشى من غراب
هو الغريق فما يخشى من البلل ... جذ السنام له وجذ الغارب
فحاله ياله من حال: كالصخرة الصماء الضخمة على القمة والسفح تغادرها خيرات السماء حتى تجتمع في الأرض المنخفضة.
* أو كالبرغوث يحيا ما دام جائعا فإذا شبع مات.
* أو كراكب أراق ماءه لرؤية السراب ثم ندم حيث لا ينفع ندم ولا حسرة.
* أو كرجل في قمة جبل يرى الناس في السهل كالنمل ويراه الناس في القمة كالذر وهو لايشعر.
مثل المعجب في إعجابه ... مثل الواقف في رأس الجبل
يبصر الناس صغار وهوفي ... أعين الناس صغيراً لم يزل
أو هو (كالسنبلة الفارغة من الحب بين السنابل المملوءة بالحب تجدها رافعة رأسها تتعالى على صديقاتها وصويحباتها مع أنها لا تصلح إلا علفا للحيوان)، والمملوءة حبا مثقلة بالخير قد انحنت برؤوسها.
إن كريم الأصل كالغصن كلما ... ازداد من خير تواضع وانحنى
العجب بإختصار كلب ينبح في قلب صاحبه والملائكة لا تدخل بيتاً فيه صور أو كلب.
فتنة تضحك أرباب النهى ... من مخازيها وتبكي البشرا