وثانيا: لأننا نقتدي بسلفنا ونقتدي بأئمتنا وهؤلاء الأئمة الأعلام هؤلاء منارات يهتدي بها في دجى الظلمات ونعلم أيضا بأن هذه النماذج يمكن أن تتكرر بدرجات أقل ولا شك إذا ما وجدت البيئه الإسلامية والتربية التي تثقل النفوس وتهذبها فتغرس العقيدة وتثقل النفوس وتخلقها بأخلاق النبوة ولا شك أن شخصية [عمر بن الخطاب] رضي الله عنه شخصية مثالية من الشخصيات العظيمة التي مرت في تاريخنا الغني الذي غفل عنه الكثيرون وإن استرجاع سير مثل هذه الشخصية يذكر الغافلين منا الذين خدعهم الغرب والشرق بسير عظماء عندهم لو نظر الناظر لعرف أن واحدهم لا يخلو من انتهازية أو فسق وشرب خمر ونساء أو ظلم وبغي وجور ويبقى أعلام الإسلام لا يوجد لهم مثيل إن عمر رضي الله عنه كان في الجاهلية يعبد الأصنام وكان يئد بنته ويفعل الأفاعيل وظلم الناس وظلم المسلمين حتى قال [سعيد بن زيد] لقد رأيتني وإن عمر لموثقي وأخته على الإسلام ولكنه أسلم وشاء الله أن ينتقل عمر من ضلال الجاهلية إلى نور الإسلام فتغيرت الشخصية وانقلبت تمام الانقلاب وكان لذلك بادرة وما سيأتي من الأحاديث الصحيحة والحسنة في سيرة هذا الرجل تدل على جوانب من عظمته لقد كان المسلمون يستبعدون إسلام عمر حتى قالت [أم عبد الله بنت أبي حفنة] والله إنه لنترحل إلى أرض الحبشة أقبل عمر حتى وقف عليّ وهو على شركه قالت وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشرا علينا فقالت فقال عمر لما رآهم يتأهبون للجلاء عن <مكة> إنه الانطلاق يا أم عبد الله قالت قلت نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا مخرجا قالت فقال صحبكم الله ورأيت له رقة لم أكن أراها ثم انصرف وقد أحزنه فيما أرى خروجنا قالت فجاء [عامر] وهو مسلم من حاجاتنا تلك التي ذهب بها فقلت له يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا