للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال [أسلم] خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق فلحقت عمر امرأة فقالت يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغار والله ما يمزجون قراعا ولا لهم ذرع وضرع وخشيت أن تأكلهم الضبع وأنا بنت [خفاف ابن إيماء الغفاري] هذا الصحابي الجليل وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال مرحبا بنسب قريب ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا في الدار فحمل عليه جرارتين ملأهما طعاما وحمل بينهما نفقة وثيابا ثم ناولها بخطامه؛ البعير وما عليه ثم قال اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكما الله بخير فقال رجل يا أمير المؤمنين أكثرت لها قال عمر ثكلتك أمك والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه لا ينسى لأصحاب الفضل فضلهم هذه امرأة أبوها وأخوها من كبار المجاهدين بسبب قتالهم غنم المسلمون وأكلوا هذا الرجل هو الذي كان يخرج في الليل يعس على رعيته قال [أسلم] خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى <حرة واقم> وهي الحرة الشرقية <للمدينة> حتى إذا كنا بسرار مرتفع من الأرض إذا نار فقال يا أسلم إني لأرى ها هنا ركب قصر بهم الليل والبرد انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم فإذا بامرأة معها صبيان صغار وقدر منصوبة علىنار وصبيانها يتضاغون يصيحون ويبكون فقال عمر السلام عليكم يا أصحاب الضوء وكره أن يقول يا أصحاب النار هم يوقدون نارا وعمر ينظر إلى القدر قال السلام عليكم يا أهل الضوء فقالت وعليك السلام فقال أدنو .. ؟ فقالت أدن بخير أو دع؛ فدنى فقال ماذا بكم قالت قصر بنا الليل والبرد قال فماذا لهؤلاء الصبية يتضاغون قالت الجوع قال فأي شيء في هذه القدر قالت ماء أسكتهم به حتى يناموا والله بيننا وبين عمر تقول المرأة والله بيننا وبين عمر فقال أي رحمك الله وما يدري عمر بكم المرأة تقول الله بيننا وبين عمر نحن في الصحراء وحدنا لا نجد طعاما عمر يقول وهي لا تدري من هو