للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرض أبو عبيدة، فدخلنا عليه نعوده، فقال: سمعت رسول الله يقول: "الصيام جنة ما لم يخرقها" (١).

وقد استعمل النبي أبا عبيدة غير مرة، منها المرة التي جاع فيها عسكره وكانوا ثلاث مئة فألقى لهم البحر الحوت الذي يقال له: العنبر، فقال أبو عبيدة ميتة، ثم قال: لا نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله فكلوا … وذكر الحديث وهو في "الصحيحين" (٢).

ولما تفرغ الصديق من حرب أهل الردة، وحرب مسيلمة الكذاب، جهز أمراء الأجناد لفتح الشام فبعث أبا عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، فتمت وقعة أجنادين (٣) بقرب الرملة، ونصر الله المؤمنين، فجاءت البشرى، والصديق في مرض الموت، ثم كانت وقعة فحل (٤)، ووقعة مرج الصفر (٥)، وكان قد سير


(١) حسن: أخرجه أحمد "١/ ١٩٦" من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا هشام، عن واصل، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن عياض بن غطيف قال: فذكره.
قلت: إسناده حسن، إن كان واصل مولى أبي عيينة سمعه من الوليد بن عبد الرحمن فإنه يروي هذا الحديث عن بشار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرحمن كما في الحديث السابق، وهو شاهد له.
(٢) صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "٢/ ٩٣٠"، ومن طريقه أخرجه البخاري "٢٤٨٣"، "٤٣٦٠"، ومسلم "١٩٣٥" "٢١"، والبيهقي "٩/ ٢٥٢"، والبغوي "٢٨٠٦" من طريقه عن أبي نعيم وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، أنه قال: "بعث رسول الله بعثا قبل الساحل، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وهم ثلاثمائة وأنا فيهم، فخرجنا، حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله، فكان مزودي تمر، فكان يقوتناه كل يوم قليلا قليلا حتى فني، فلم يكن يُصيبنا إلا تمرة تمرة، فقلت: وما يُغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب: وما يغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتهما، فلم تصبهما".
وأخرجه عبد الرزاق "٨٦٦٦" والبخاري "٢٩٣٨"، ومسلم "١٩٣٥" "٢٠"، والترمذي "٢٤٧٥"، والنسائي "٧/ ٢٠٧"، والبيهقي "٩/ ٢٥٢"، والبغوي "٢٨٠٥" من طريقين عن وهب بن كيسان به. وقال الترمذي: صحيح. والظرب: الجبل الصغير.
(٣) ذكرها ابن جرير الطبري "٧/ ٤١٧ - ٤١٩" وابن الأثير في "الكامل" "٢/ ٤٩٨ - ٥٠٠"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "١/ ٤٧٨".
(٤) ذكرها الطبري في "تاريخه" "٣/ ٤٣٣ - ٤٤٣"، وابن الأثير في "الكامل في التاريخ" "٢/ ٤٢٩"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "١/ ٤٧٨". وفحل هي بكسر الفاء وسكون الحاء كما في "معجم البلدان" لياقوت.
(٥) مرح الصفر: بضم الصاد وتشديد الفاء: موضع بغوطة دمشق، كان به وقعة للمسلمين مع الروم. راجع تاريخ الطبري "٣/ ٣٩١ - ٤١٠"، والكامل في "التاريخ" لابن الأثير "٢/ ٤٢٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>