حرده، أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وأخذ سلبه، فأمن عبد الله. ثم قال: اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، فأقاتله ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدا قلت لي: يا عبد الله! فبم جدع أنفك وأذناك؟ فأقول: فيك وفي رسولك. فتقول: صدقت.
قال سعد: كانت دعوته خيرا من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط.
أبو عوانة، وجماعة: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر، فقالوا: إنه لا يحسن أن يصلي. فقال سعد: أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلاتي العشي، لا أخرم منها، أركد في الأوليين، وأحذف في الآخريين. فقال عمر: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق. فبعث رجالا يسألون عنه بالكوفة، فكانوا لا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة إلا قالوا خيرا، حتى أتوا مسجدا لبني عيسى، فقال رجل يقال له: أبو سعدة: أما إذ نشدتمونا بالله، فإنه كان لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوبة، ولا يسير بالسرية. فقال سعد: اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك، فإذا سئل كيف أنت؟ يقول: كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. متفق عليه (١).
محمد بن جحادة: حدثنا الزبير بن عدي، عن مصعب بن سعد: أن سعدا خطبهم بالكوفة، فقال: يا أهل الكوفة! أي أمير كنت لكم؟ فقام رجل، فقال: اللهم إن كنت ما علمتك لا تعدل في الرعية، ولا تقسم بالسوية، ولا تغزو في السرية، فقال سعد:"اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره"، وعجل فقره، وأطل عمره، وعرضه للفتن.
قال: فما مات حتى عمي، فكان يلتمس الجدرات، وافتقر حتى سأل، وأدرك فتنة المختار، فقتل فيها.
عمروبن مرزوق: حدثنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيب، قال: خرجت جارية لسعد، عليها قميص جديد، فكشفتها الريح، فشد عمر عليها بالدرة، وجاء
(١) صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "١/ ١٧٥"، والطيالسي "٢١٦"، والبخاري "٧٧٠"، ومسلم "٤٥٣" "١٥٩" وأبو داود "٨٠٣" والنسائي "٢/ ١٧٤"، وأبو يعلى "٦٩٢" و"٧٤١"، وأبو عوانة "٢/ ١٥٠"، والبغوي "في "الجعديات" "٦١٢" وابن حبان "١٩٣٧"، "٢١٤٠"، والبيهقي "٢/ ٦٥" من طريق شعبة أخبرني أبو عون، قال بهز: سمعت جابر بن سمرة قال: قال عمر لسعد: شكاك الناس في كل شيء .... " فذكره.