للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأرضعته ثويبة:

وأرضعته ثويبة جارية أبي لهب عمه، مع عمه حمزة، ومع أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، .

قال شعيب، عن الزهري، عن عروة: إن زينب بنت أبي سلمة وأمها أخبرته، أن أم حبيبة أخبرتهما، قالت: قلت: يا رسول الله! انكح أختي بنت أبي سفيان. قال: "أوتحبين ذلك؟ ". قلت: لست لك بمخلية وأحب إلي من شركني في خير أختي. قال: "إن ذلك لا يحل لي". فقلت: يا رسول الله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة. فقال: "والله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن عليّ بناتكن ولا أخواتكن". أخرجه البخاري (١).

وقال عروة في سياق البخاري: ثويبة مولاة أبي لهب، أعتقها، فأرضعت النبي ، فلما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النوم بشر حيبة، يعني: حالة فقال له: ماذا لقيت؟ قال: لم ألق بعدكم رخاء غير أني أسقيت في هذه مني بعتاقتي ثويبة. وأشار إلى النقرة التي بين الإبهام والتي تليها.

ثم أرضعته حليمة السعدية:

ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وأخذته معها إلى أرضها، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين، ثم ردته إلى أمه.

قال يحيى بن أبي زائدة: قال محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم، عن عبد الله جعفر، عن حليمة بنت الحارث أم رسول الله السعدية، قالت: خرجت في نسوة نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء (٢) قد أذمت بالركب (٣)، وخرجنا في سنة شهباء (٤) لم تبق شيئا، ومعنا شارف (٥) لنا، والله إن تبض (٦) علينا بقطرة، ومع صبي لي لن ننام ليلنا


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٥١٠١"، ومسلم "١٤٤٩"، وأبو داود "٢٠٥٦".
(٢) قمراء: القمرة: لون إلى الخضرة، وقيل: بياض فيه كدرة.
(٣) أذمت بالركب: أي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها.
(٤) سنة شهباء: إذا كانت مجدبة، بيضاء من الجدب، لا يرى فيها خضرة؛ وقيل الشهباء: التي ليس فيها مطر.
(٥) الشارف: الناقة التي قد أسنت. وقال ابن الأعرابي: الشارف: الناقة الهمة والجمع شرف، وشوارف.
(٦) تبض: أي ترشح.

<<  <  ج: ص:  >  >>