للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له عبادة: إنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله بالعقبة على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ومكسلنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله وأن نقوم بالحق حيث كنا لا نخاف في الله لومة لائم. وقال رسول الله : "إذا رأيتم المداحين فاحثوا في أفواههم التراب" (١).

يحيى القطان: حدثنا ثور بن يزيد، حدثنا مالك بن شرحبيل قال: قال عبادة بن الصامت: إلَّا تروني لا أقوم إلَّا رفدًا (٢) ولا آكل إلَّا مالوق -يعني: لين وسخن- وقد مات صاحبي منذ زمان يعني ذكره وما يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي وإن لي ما تطلع عليه الشمس مخافة أن يأتي الشيطان فيحركه على أنه لا سمع له ولا بصر (٣).

إسماعيل بن عياش، عن ابن خثيم، حدثنا إسماعيل بن عبيد بن رفاعة قال: كتب معاوية إلى عثمان: إن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله فإما أن تكفه إليك وإما أن أخلي بينه وبين الشام.

فكتب إليه: أن رحل عبادة حتى ترجعه إلى داره بالمدينة.

قال: فدخل على عثمان فلم يفجأه إلَّا به وهو معه في الدار فالتفت إليه فقال: يا عبادة ما لنا ولك فقام عبادة بين ظهراني الناس فقال: سمعت رسول الله يقول:


(١) ضعيف بهذا التمام: فيه الوليد بن داود بن محمد، لم أجد من ترجم له والحديث لم يرد بهذا التمام في شيء من كتب السنة، لكن ورد نص على البيعة عن عبادة بن الصامت قال: "بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في المنشط والمكره" أخرجه أحمد "٥/ ٣١٤"، والبخاري "٧١٩٩" من طريق عبادة بن الوليد، أخبرني أبي، عن عبادة بن الصامت، به.
وورد النهي عن المدح عند مسلم "٣٠٠٢" "٦٩" من طريق همام بن الحارث أن رجلا جعل يمدح عثمان، فعمد المقداد، فجثا على ركبتيه، وكان رجلا ضخما، فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله قال: "إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب".
وورد عن ابن عمر مرفوعا: "احثوا في أفواء المداحين التراب" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "٦/ ١٢٧"، والخطيب في "تاريخه" "٨/ ٣٣٨" من طريق زيد بن أسلم عن ابن عمر، به.
(٢) الرفد: هو الإعانة. يقال رفدته أرفدة، إذا أعنته.
(٣) ضعيف: آفة إسناده مالك بن شرحبيل، فإنه مجهول، لذا فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" "٤/ ١/ ٣١٤"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "٤/ ١/ ٢١٠" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وقد وقع اختلاف في اسمه ففي "التاريخ الكبير" وقع "مالك بن شرحبيل بن مسلم"، وفي "الجرح والتعديل" "مالك بن شرحبيل بن مشكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>