للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت العرب تستحب لنسائها أن يدخلن على أزواجهن في شوال.

وقالت عائشة: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ما كان رسول الله يذكرها (١).

قلت: وهذا من أعجب شيء أن تغار من امرأة عجوز توفيت قبل تزوج النبي بعائشة بمديدة ثم يحميها الله من الغيرة من عدة نسوة يشاركنها في النبي فهذا من ألطاف الله بها وبالنبي لئلا يتكدر عيشهما. ولعله إنما خفف أمر الغيرة عليها حب النبي لها وميله إليها ف- وأرضاها.

معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: دخلت امرأة سوداء على النبي فأقبل عليها. قالت: فقلت: يا رسول الله أقبلت على هذه السوداء هذا الإقبال فقال: "إنها كانت تدخل على خديجة وإن حسن العهد من الإيمان" (٢).

أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل، أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسي سنة ست عشرة وست مائة، أخبرنا هبة الله بن الحسن الدقاق، أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن علي بن زكري، حدثنا علي بن محمد المعدل قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، حدثنا القاسم بن محمد، عن عائشة أنها قالت: من زعم أن


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٣٨١٦"، ومسلم "٢٤٣٥" "٧٤" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به.
قوله: "ما غرت على امرأة ما غرت": الغيرة هي الحمية والأنفة. يقال رجل غيور وامرأة غيور، بلا هاء؛ لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى. وما الأولى نافية. والثانية مصدرية أو موصلة والمعنى: أي ما غرت مثل غيرتي أو مثل التي غرتها على خذيجة.
(٢) ضعيف: أخرجه الحاكم "١/ ١٥ - ١٦" من طريق صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي وهو عندي فقال لها رسول الله : من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية فقال: بل أنت حسانة المزنية كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله فلما خرجت قلت يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين "! " ووافقه الذهبي في "التلخيص" "! ".
قلت: بل إسناده ضعيف، آفته صالح بن رستم، فإنه ضعيف لسوء حفظه، فقد كان كثير الخطأ، وقد ضعفه أبو حاتم، وابن المديني.

<<  <  ج: ص:  >  >>