للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال رسول الله : "يقدم عليكم غدًا قوم هم أرقّ قلوبًا للإسلام منكم"، فقدم الأشعريون، فلما دنوا جعلوا يرتجزون:

غدًا نلقى الأحبة … محمدًا وحزبه

فلمَّا أن قدموا تصافحوا، فكانوا أوّل من أحدث المصافحة (١).

شعبة، عن سماك، عن عياض الأشعري، قال: لما نزلت: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: ٥٤]؛ قال رسول الله : "هم قومك يا أبا موسى، وأومأ إليه" (٢).

صحَّحه الحاكم، والأظهر: أنَّ لعياض بن عمرو صحبة، ولكن رواه جماعة عن شعبة أيضًا "ح". وعبد الله بن إدريس، عن أبيه، كلاهما عن سماك، عن عياض، عن أبي موسى.

بُرَيْد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: لما فرغ رسول الله من حُنَيْن، بعث أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس، فلقي دريد بن الصمّة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم فأثبته، فقلت: يا عم! من رماك؟ فأشار إليه، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولَّى ذاهبًا، فجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألست عربيًّا؟ ألا تثبت؟ قال: فكفَّ، فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل الله صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، فقال: يا ابن أخي، انطلق إلى رسول الله ، فأقرأه منِّي السلام، وقل له: يستغفر لي، واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرًا ثم مات، فلمَّا قدمنا، وأخبرت النبي توضأ، ثم رفع يديه، ثم قال: "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر" حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: "اللهم اجعله يوم


(١) صحيح: أخرجه أحمد "٣/ ١٠٥ و ١٥٥ و ١٨٢ و ٢٢٣ و ٢٥١ و ٢٦٢"، وابن سعد "٤/ ١٠٦" من طرق عن حميد، عن أنس، به.
(٢) صحيح: أخرجه ابن سعد "٤/ ١٠٧"، والحاكم "٢/ ٣١٣" من طرق عن شعبة، عن سماك بن حرب، به.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في "تلخيص المستدرك".
قلت: عياض بن عمرو الأشعري، مختلف في صحبته، قال أبو حاتم: تابعي أرسل، وجزم ابن عبد البر بصحبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>