للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن عروة قال: سببت ابن فريعة عند عائشة فقالت: يا ابن أخي أقسمت عليك لما كففت عنه فإنه كان ينافح عن رسول الله (٢٦٣).

عمر بن حوشب عن عطاء بن أبي رباح سمعه يقول: دخل حسان على عائشة بعدما عمي فوضعت له وسادة فدخل أخوها عبد الرحمن فقال: أجلستيه على وسادة وقد قال ما قال؟ يريد: مقالته نوبة الإفك فقالت: إنه تعني أنه كان يجيب عن رسول الله ويشفي صدره من أعدائه وقد عمي وإني لأرجو ألا يعذب في الآخرة.

وروي عن عائشة قالت: قدم رسول الله المدينة فهجته قريش وهجوا معه الأنصار. فقال لحسان: "اهجهم وإني أخاف أن تصيبني معهم بهجو بني عمي".

قال: لأسلنك منهم سل الشعرة من العجين ولي مقول يفري مالا تفريه الحربة. ثم أخرج لسانه فضرب به أنفه كأنه لسان شجاع (٢٦٤) بطرفه شامة سوداء ثم ضرب به ذقنه.

يحيى بن أيوب: حدثنا عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة: أن حسان قال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني هذا. ثم أطلع لسانه كأنه لسان حية.

فقال رسول الله : "إن لي فيهم نسباً فائت أبا بكر فإنه أعلم قريش بأنسابها فيخلص لك نسبي". قال: والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم ونسبك سل الشعرة من العجين. فهجاهم. فقال له رسول الله : "لقد شفيت واشتفيت" (٢٦٥).

محمد بن السائب بن بركة عن أمه: أنها طافت مع عائشة ومعها نسوة فوقعن في حسان فقالت: لا تسبوه قد أصابه ما قال الله: "أولئك لهم عذاب أليم" وقد عمي والله إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بكلمات قالهن لأبي سفيان بن الحارث:

هجوت محمداً فأجبت عنه … وعند الله في ذاك الجزاء

فإن أبي ووالده وعرضي … لعرض محمد منكم وقاء

أتهجوه ولست له بكفء … فشركما لخيركما الفداء


(٢٦٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٤٨٧) من طريق أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، أن حسان بن ثابت كان ممن كثَّر على عائشة، فَسّببتُهُ، فقالت يا ابن أختى دعه، فإنه كان يُنافحُ عن رسول الله .
(٢٦٤) الشُّجاع: بالضم والكسر: الحيَّة الذكر، وقيل: هو الحيَّة مطلقًا وقيل: هو ضربٌ من الحيَّات، وقيل: هو ضربٌ منها صغير، والجمع أشْجِعَةٌ وشُجعان وشِجْعان.
(٢٦٥) صحيح: أخرجه مسلم (٢٤٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>