للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة: أن النبي قال: "اهج قريشاً فإنه أشد عليهم من رشق النبل".

وسمعته يقول: "هجاهم حسان فشفى".

قال حسان: هجوت محمداً فذكر أبياته ومنها.

ثكلت بنيتي إن لم تروها … تثير النقع موعدها كداء

ينازعن الأعنة مصعدات … على أكتافها الأسل الظماء

تظل جيادها متمطرات … يلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا … وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لضراب يوم … يعز الله فيه من يشاء

وقال الله قد أرسلت عبداً … يقول الحق ليس به خفاء

وقال الله قد سيرت جنداً … هم الأنصار عرضتها اللقاء

يلاقوا كل يوم من معد … سبابا أو قتالاً أو هجاء

فمن يهجو رسول الله منكم … ويمدحه وينصره سواء

وجبريل رسول الله فينا … وروح القدس ليس له كفاء (٢٦٦)

أبو الضحى عن مسروق قال: كنت عند عائشة فدخل حسان بعد ما عمي فقال:

حصان رزان ما تزن بريبة … وتصبح غرثى من لحوم الغوافل


(٢٦٦) الأبيات ذكرها مسلم (٢٤٩٠) بتمامها.
وقوله (كنفى كداء): أي جانبى كداء. وكداء ثنية على باب مكة. وقوله (يُبارين الأعنَّة) ويروى (يُبارعن الأعنة) قال القاضى عياض: الأول هو رواية الأكثرين، ومعناه أنها لصرامتها وقوة نفوسها تضاهى أعنتها بقوة جبذها لها، وهى منازعتها لها أيضًا. و (الأسل): الرماح. (والظماء): الرقاق.
وقوله: "مُصعدات": أي مُقبلات إليكم ومتوجهات.
(تظل جنودنا متمطرات): أي تظل خيولنا مسرعات يسبق بعضها بعضًا، (تلطمهن بالخمر النساء) الخمر جمع خمار وهو ما تغطى به المرأة رأسها. أي يزلن عنهن الغبار. وهذا لعزتها وكرامتها عندهم.
"سيرت جندًا" أي هيأتهم وأرصدتهم.
(عرضتها اللقاء) أي مقصودها ومطلوبها.
(ليس له كفاء) أي ليس له مماثل ولا مقاوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>