للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: آخى رسول الله بين الزبير وبين كعب بن مالك (٢٧٦).

قال الزبير: فلقد رأيت كعباً أصابته الجراحة بأحد فقلت: لو مات فانقلع عن الدنيا لورثته حتى نزلت: "وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله" الأنفال ٧٥. فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات وانقطعت حين نزلت: "وأولو الأرحام" تلك المواريث بالمواخاة.

وفي رواية ابن إسحاق: آخى النبي بين كعب وطلحة.

وقد أنشد كعب علياً قوله في عثمان :

فكف يديه ثم أغلق بابه … وأيقن أن الله ليس بغافل

وقال لمن في داره لا تقاتلوا … عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل

فكيف رأيت الله صب عليهم ال … عداوة والبغضاء بعد التواصل

وكيف رأيت الخير أدبر عنهم … وولى كإدبار النعام الجوافل

فقال علي: استأثر عثمان فأساء الأثرة وجزعتم أنتم فأسأتم الجزع.

الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه: سمعت كعباً يقول: لم أتخلف عن رسول الله في غزوة حتى كانت تبوك إلا بدراً وما أحب أني شهدتها وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله غزوة إلا ورى بغيرها. فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار فلم أزل كذلك حتى خرج. فقلت: أنطلق غداً فأشتري جهازي ثم ألحق بهم. فانطلقت إلى السوق فعسر علي فرجعت فقلت: أرجع غداً فلم أزل حتى التبس بي الذنب وتخليت فجعلت أمشي في أسواق المدينة فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصاً عليه في النفاق أو ضعيفاً. وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلاً.

ولما بلغ النبي تبوك ذكرني وقال: "ما فعل كعب"؟ فقال رجل من قومي: خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه. فقال معاذ: بئس ما قلت! والله ما نعلم إلا خيراً.

إلى أن قال: فلما رآني تبسم تبسم المغضب وقال: "ألم تكن ابتعت ظهرك"


(٢٧٦) ضعيف جدًا: في إسناده الواقدي، متروك كما ذكرنا مرارًا. وهو مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>