للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال صفوان بن عمرو: خطب معاوية على منبر حمص وهو أمير على الشام كله فقال: والله ما علمت يا أهل حمص إن الله ليسعدكم بالأمراء الصالحين أول من ولي عليكم عياض بن غنم وكان خيراً مني ثم ولي عليكم سعيد بن عامر وكان خيراً مني ثم ولي عليكم عمير ولنعم العمير كان ثم ها أناذا قد وليتكم فستعلمون.

ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن عمير ابن سعد قال لي ابن عمر: ما كان من المسلمين رجل من أصحاب النبي أفضل من أبيك (٣٣٤).

وروى هشام عن ابن سيرين: كان عمير بن سعد يعجب عمر فكان من عجبه به يسميه: نسيج وحده.

وبعثه مرة على جيش من قبل الشام فوفد فقال: يا أمير المؤمنين إن بيننا وبين عدونا مدينة يقال لها: عرب السوس تطلع عدونا على عوراتنا ويفعلون ويفعلون فقال عمر: خيرهم بين أن ينتقلوا من مدينتهم ونعطيهم مكان كل شاة شاتين ومكان كل بقرة بقرتين ومكان كل شيء شيئين فإن فعلوا فأعطهم ذلك وإن أبوا فانبذ إليهم على سواء ثم أجلهم سنة.

فقال: اكتب لي يا أمير المؤمنين عهدك بذلك فعرض عمير عليهم فأبوا فأجلهم سنة ثم نابذهم.

فقيل لعمر: إن عميراً قد خرب عرب السوس وفعل. فتغيظ عليه. فلما قدم علاه بالدرة وقال: خربت عرب السوس وهو ساكت. فلما دخل عمر بيته استأذن عليه فدخل وأقرأه عهده فقال عمر: غفر الله لك.

عرب السوس: خراب اليوم وهي خلف درب الحدث.

عبد الملك بن هارون بن عنترة: حدثنا أبي عن جدي أن عمير بن سعد بعثه عمر على حمص فمكث حولاً لا يأتيه خبره فكتب إليه: أقبل بما جبيت من الفيء فأخذ جرابه وقصعته وعلق إدواته وأخذ عنزته (٣٣٥) وأقبل راجلاً فدخل المدينة وقد شحب


(٣٣٤) ضعيف: في إسناده عبد الرحمن بن عمير بن سعد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٥/ ترجمة ١٢٩٠)، وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ق ١/ ٣٢٨) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. فهو مجهول.
(٣٣٥) العَنزة. عصا مثل نصف الرُّمح أو أكبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>