للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما حميد بن عبد الرحمن الحميري فقال: صحب أربع سنين.

وهذا أصح: فمن فتوح خيبر إلى الوفاة أربعة أعوام وليال.

وقد جاع أبو هريرة واحتاج ولزم المسجد.

ولما هاجر كان معه مملوك له فهرب منه.

قال ابن سيرين: قال أبو هريرة: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع حتى يقولوا: مجنون! هشام عن محمد قال: كنا عند أبي هريرة فتمخط فمسح بردائه وقال: الحمد لله الذي تمخط أبو هريرة في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منزل عائشة والمنبر مغشياً علي من الجوع فيمر الرجل فيجلس على صدري فأرفع رأسي فأقول: ليس الذي ترى إنما هو الجوع (٣٦٧).

قلت: كان يظنه من يراه مصروعاً فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك.

عطاء بن السائب عن عامر عن أبي هريرة قال: كنت في الصفة فبعث إلينا رسول الله بتمر عجوة فكنا نقرن التمرتين من الجوع وكان أحدنا إذا قرن يقول لصاحبه: قد قرنت فاقرنوا.

عمر بن ذر: حدثنا مجاهد عن أبي هريرة قال: والله إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت على طريقهم فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل فمر عمر فكذلك حتى مر بي رسول الله فعرف ما في وجهي من الجوع فقال: "أبو هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله. فدخلت معه البيت فوجد لبناً في قدح فقال: "من أين لكم هذا"؟ قيل: أرسل به إليك فلان فقال: "يا أبا هريرة انطلق إلى أهل الصفة فادعهم" وكان أهل الصفة


(٣٦٧) صحيح: أخرجه البخاري (٧٣٢٤)، والترمذي (٢٣٦٧)، وابن سعد (٤/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>