للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أضياف الإسلام لا أهل ولا مال إذا أتت رسول الله صدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها شيئاً وإذا جاءته هدية أصاب منها وأشركهم فيها فساءني إرساله إياي فقلت: كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها وما هذا اللبن في أهل الصفة.

ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد فأتيتهم فأقبلوا مجيبين فلما جلسوا قال: "خذ يا أبا هريرة فأعطهم". فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى حتى أتيت على جميعهم وناولته رسول الله فرفع رأسه إلي متبسماً وقال: "بقيت أنا وأنت" قلت: صدقت يا رسول الله قال: "فاشرب" فشربت فقال: "اشرب" فشربت فما زال يقول: اشرب فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغاً فأخذ فشرب من الفضلة (٣٦٨).

القعنبي: حدثنا محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة قال: خرجت يوما من بيتي إلى المسجد فوجدت نفراً فقالوا: ما أخرجك قلت الجوع فقالوا: ونحن والله ما أخرجنا إلا الجوع.

فقمنا فدخلنا على رسول الله فقال: "ما جاء بكم هذه الساعة" فأخبرناه فدعا بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل منا تمرتين فقال: "كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا".

فأكلت تمرة وخبأت الأخرى فقال: "يا أبا هريرة لم رفعتها"؟ قلت: لأمي. قال: "كلها فسنعطيك لها تمرتين".

عكرمة بن عمار: حدثنا أبو كثير السحيمي واسمه: يزيد بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال: والله ما خلق الله مؤمناً يسمع بي إلا أحبني قلت: وما علمك بذلك قال: إن أمي كانت مشركة وكنت أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى علي فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله ما أكره. فأتيت رسول الله وأنا أبكي فأخبرته وسألته أن يدعو لها فقال: "اللهم اهد أم أبي هريرة". فخرجت أعدوا أبشرها فأتيت فإذا الباب مجاف وسمعت خضخضة الماء وسمعت حسي فقالت: كما أنت ثم فتحت وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.

قال: فرجعت إلى رسول الله أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن فأخبرته وقلت: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين. فقال: "اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما" (٣٦٩).

إسناده حسن.


(٣٦٨) صحيح: أخرجه البخاري (٦٢٤٦)، والترمذي (٢٤٧٧)، وأحمد (٢/ ٥١٥) من طريق عمر بن ذر، عن مجاهد، عن أبي هريرة، به.
(٣٦٩) حسن: أخرجه أحمد (٢/ ٢١٩ - ٢٢٠)، ومسلم (٢٤٩١)، عكرمة بن عمار، صدوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>