للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي قال: نزلت على أبي هريرة بالمدينة ستة أشهر فلم أر من أصحاب رسول الله رجلاً أشد تشميراً ولا أقوم على ضيف من أبي هريرة.

فدخلت عليه ذات يوم وهو على سريره ومعه كيس فيه نوى أو حصى أسفل منه سوداء فيسبح ويلقي إليها فإذا فرغ منها ألقى إليها الكيس فأوعته فيه ثم ناولته فيعيد ذلك (٣٧٠).

وقيل: إن النبي أمر العلاء بن الحضرمي وبعث معه أبا هريرة مؤذناً.

وكان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبوة.

قال محمد بن المثنى الزمن: حدثنا أبو بكر الحنفي: حدثنا عبد الله بن أبي يحيى: سمعت سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة: أن رسول الله قال: "ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك" قلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله. فنزع نمرة كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى النمل يدب عليها فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: "اجمعها فصرها إليك" فأصبحت لا أسقط حرفاً مما حدثني (٣٧١).

ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة: أن أبا هريرة قال: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله وتقولون: ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثله وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ مسكيناً من مساكين الصفة ألزم رسول الله على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون وقد قال رسول الله في حديث يحدثه يوماً: "إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول".

فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى مقالته جمعتها إلى صدري. فما نسيت من مقالة رسول الله تلك من شيء (٣٧٢).

الزهري أيضاً عن الأعرج عن أبي هريرة قال: تزعمون أني أكثر الرواية عن رسول الله والله الموعد إني كنت امرأ مسكيناً أصحب رسول الله على ملء بطني وإنه حدثنا


(٣٧٠) ضعيف: أخرجه أحمد (٢/ ٥٤٠ - ٥٤١)، وأبو داود (٢١٧٤). وآفته الطُّفاوي، مجهول.
(٣٧١) صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٣٨١) من طريق محمد بن المثنى، حدثنا أبو بكر الحنفي، به. وإسناده صحيح، رجاله ثقات.
(٣٧٢) صحيح: أخرجه البخاري (٢٠٤٧)، ومسلم (٢٤٩٢) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>