للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله (٣٧٧) وكذا لو بث أبو هريرة ذلك الوعاء لأوذي بل لقتل. ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياء للسنة فله ما نوى وله أجر وإن غلط في اجتهاده.

روى عوف الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثاً من أبي هريرة عن النبي وإن مروان زمن هو على المدينة أراد أن يكتب حديثه كله فأبى وقال: ارو كما روينا.

فلما أبى عليه تغفله مروان وأقعد له كاتباً ثقفاً ودعاه فجعل أبو هريرة يحدثه ويكتب ذاك الكاتب حتى استفرغ حديثه أجمع.

ثم قال مروان: تعلم أنا قد كتبنا حديثك أجمع قال: وقد فعلت قال: نعم قال فاقرؤوه علي فقرؤوه فقال أبو هريرة: أما إنكم قد حفظتم وإن تطعني تمحه قال: فمحاه.

سمعه هوذة بن خليفة منه.

حماد بن زيد: حدثني عمرو بن عبيد الأنصاري: حدثني أبو الزعيزعة كاتب مروان: أن مروان أرسل إلى أبي هريرة فجعل يسأله وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب حتى إذا كان رأس الحول دعا به فأقعده من وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك الكتاب فما زاد ولا نقص ولا قدم ولا أخر.

قلت: هكذا فليكن الحفظ.

قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.

الوليد: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: تواعد الناس ليلة إلى قبة من قباب معاوية فاجتمعوا فيها فقام فيهم أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله حتى أصبح.

كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال: قال أبو هريرة: لا أعرف أحداً من أصحاب رسول الله أحفظ لحديثه مني.

سفيان بن عيينة عن عمرو عن وهب بن منبه عن أخيه همام: سمعت أبا هريرة


(٣٧٧) رواه البخاري تعليقًا (١/ ٢٢٥) باب من خصَّ بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا. ورواهُ مسلم في "مقدمة صحيحه" (١/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>