للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر كانوا يمنعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد بل هو غض لم يشب فما ظنك بالأكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط فبالحري أن نزجر القوم عنه فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف بل يروون والله الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول والفروع والملاحم والزهد نسأل الله العافية.

فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه وغر المؤمنين فهذا ظالم لنفسه جان على السنن والآثار يستتاب من ذلك فإن أناب وأقصر وإلا فهو فاسق كفى به إثماً أن يحدث بكل ما سمع وإن هو لم يعلم فليتورع وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته. نسأل الله العافية فلقد عم البلاء وشملت الغفلة ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام.

قال محمد بن يحيى الذهلي: حدثنا محمد بن عيسى: أخبرنا يزيد بن يوسف عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: ما كنا نستطيع أن نقول: قال رسول الله حتى قبض عمر كنا نخاف السياط (٣٨١).

خالد بن عبد الله: حدثنا يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: بلغ عمر حديثي فأرسل إلي فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول الله في بيت فلان قلت: نعم وقد علمت لأي شيء سألتني. قال: ولم سألتك قلت: إن رسول الله قال يومئذ: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" قال: أما لا فاذهب فحدث.

يحيى ضعيف (٣٨٢).

عبد الواحد بن زياد وغيره: حدثنا عاصم بن كليب حدثنا أبي: سمع أبا هريرة وكان يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول الله : "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" (٣٨٣).


(٣٨١) ضعيف: آفته يزيد بن يوسف الصنعاني الشامي، قال ابن معين: ليس بثقة. وقال النسائي متروك. وقال صالح جزرة: تركوا حديثه.
(٣٨٢) يحيى بن عبيد الله بن موهب، قال ابن موهب: ليس بشئ وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وإن كان الإسناد ضعيفًا فالحديث متواتر.
(٣٨٣) هو حديث متواتر. وهذا حديث حسن: أخرجه أحمد (٢/ ٤١٣) من طريق عبد الواحد بن زياد، به.
قلت: إسناده حسن، كليب بن شهاب، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

<<  <  ج: ص:  >  >>