للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزيد بن هارون: حدثنا عبد الملك بن قدامة حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن أباه عمراً قال له يوم صفين: اخرج فقاتل. قال يا أبه! كيف تأمرني أخرج فأقاتل وقد سمعت من عهد رسول الله Object إلي ما سمعت؟! فقال نشدتك بالله! أتعلم أن آخر ما كان من رسول الله Object إليك أن أخذ بيدك فوضعها في يدي فقال: "أطع عمرو بن العاص ما دام حياً " قال: نعم. قال فإني آمرك أن تقاتل (٥٢٦). عبد الملك ضعف.

عفان: حدثنا همام حدثنا قتادة عن ابن بريدة عن سليمان بن الربيع قال: انطلقت في رهط من نساك أهل البصرة إلى مكة فقلنا لو نظرنا رجلاً من أصحاب رسول الله Object فدللنا على عبد الله بن عمرو فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاث مئة راحلة. فقلنا: على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو؟ قالوا نعم هو ومواليه وأحباؤه قال: فانطلقنا إلى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بردين قطريين عليه عمامة وليس عليه قميص.

رواه حسين المعلم عن ابن بريدة فقال عن سليمان بن ربيعة الغنوي: أنه حج زمن معاوية في عصابة من القراء فحدثنا أن عبد الله في أسفل مكة فعمدنا إليه فإذا نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلاث مئة راحلة منا مئة راحلة ومئتا زاملة (٥٢٧) وكنا نحدث أنه أشد الناس تواضعاً. فقلنا: ما هذا؟ قالوا لإخوانه يحملهم عليها ولمن ينزل عليه فعجبنا فقالوا إنه رجل غني ودلونا عليه أنه في المسجد الحرام فأتيناه فإذا هو رجل قصير أرمص (٥٢٨) بين بردين وعمامة قد علق نعليه في شماله.

مسلم الزنجي: عن ابن خثيم عن عبيد بن سعيد: أنه دخل مع عبد الله بن عمرو المسجد الحرام والكعبة محترقة حين أدبر جيش حصين بن نمير والكعبة تتناثر حجارتها فوقف وبكى حتى إني لأنظر إلى دموعه تسيل على وجنتيه فقال أيها الناس! والله لو أن أبا هريرة أخبركم أنكم قاتلو ابن نبيكم ومحرقو بيت ربكم لقلتم: ما أحد أكذب من أبي هريرة فقد فعلتم فانتظروا نقمة الله فليلبسنكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض.

شعبة: عن يعلى بن عطاء عن أمه أنها كانت تصنع الكحل لعبد الله بن عمرو وكان يكثر من البكاء يغلق عليه بابه ويبكي حتى رمصت عيناه.


(٥٢٦) ضعيف: فيه عبد الملك بن قدامة، ضعيف، أجمعوا على ضعفه.
(٥٢٧) الراحلة من الإبل: البعيرُ القويُّ على الأسفار والأحمال، والذكر والأنثى فيه سواء، والهاء فيها للمبالغة، وهي التى يختارها الرجل لمركبه ورَحْله على النَّجابة وتمام الخلق وحُسْن المنظر، فإذا كانت في جماعة الإبل عُرفت. والزاملة: البعير الذي يُحمل عليه الطعام والمتاع، كأنها فاعلة من الزَّمْل: الحَمْل.
(٥٢٨) الرمص: هو البياض أو القذي الذي تقطعه العين ويجتمع في زوايا الأجفان.

<<  <  ج: ص:  >  >>