ابن وهب، عن مالك، عمَّن حدثه: إن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله ﷺ، وآثاره وحاله، ويهتم به، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك.
خارجة بن مصعب، عن موسى بن عقبة، عن نافع قال: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع رسول الله ﷺ لقلت: هذا مجنون.
عبد الله بن عمر، عن نافع: إن ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله ﷺ، كل مكان صلى فيه، حتى إنَّ النبي ﷺ نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس.
وقال نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: "لو تركنا هذا الباب للنساء" قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات.
قال الشعبي: جالست ابن عمر سنة، فما سمعته يحدّث عن النبي ﷺ إلَّا حديثًا واحدًا.
قال مجاهد: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فما سمعته يحدِّث عن رسول الله ﷺ إلَّا حديثًا.
وروى عاصم بن محمد العمري، عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر ذكر النبي ﷺ إلَّا بكى.
وقال يوسف بن ماهك: رأيت ابن عمر عند عبيد بن عمير، وعبيد يقص، فرأيت ابن عمر ودموعه تهراق.
عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، أنه تلا: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ﴾ [النساء: ٤٠]. فجعل ابن عمر يبكي حتى لثقت لحيته وجيبه من دموعه، فأراد رجل أن يقول لأبي: أقصر، فقد آذيت الشيخ.
وروى عثمان بن واقد، عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الحديد: ١٦]، بكى حتى يغلبه البكاء.
قال حبيب بن الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله? قال: لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
رواه أبو شهاب الحناط، عن حبيب.
وروى عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع: إنَّ ابن عمر كان إذا فاتته العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته.