وأخرجه البخاري "٥٠٣٥" من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم، قال: وقال ابن عباس: توفي رسول الله ﷺ وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم". (٢) صحيح: أخرجه الطيالسي "٢٦٤٠"، وأحمد "١/ ٣٧٣"، والحاكم "٣/ ٥٣٣"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثانى" "٣٧٢" و"٣٧٣"، والطبراني "١٠٥٧٨" من طرق عن شعبة، به. قال الحافظ في "الفتح" "١١/ ٩٠": المحفوظ الصحيح أنه وُلِدَ بالشعب، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، فيكون له عند الوفاة النبوية ثلاث عشرة سنة، وبذلك قطع أهل السير، وصحَّحه ابن عبد البر، وأورد بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال: "ولدت وبنو هاشم في الشعب"، وهذا لا ينافي قوله: "ناهزت الاحتلام" أي: قاربته، ولا قوله: "وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك"؛ لاحتمال أن يكون أدرك فختن قبل الوفاة النبوية وبعد حجة الوداع، وأمَّا قوله: "وأنا ابن عشر" فمحمول على إلغاء الكسر، وراية أحمد من طريق أخرى، عن ابن عباس أنه كان حينئذ ابن خمس عشرة، ويمكن رده إلى رواية ثلاثة عشرة بأن يكون ابن ثلاث عشرة وشيء، وولد في أثناء السنة، فجبر الكسرين بأن يكون ولد مثلًا في شوال، فله من السنة الأولى ثلاثة أشهر، فأطلق عليها سنة، وقبض النبي ﷺ في ربيع، فله من السنة الأخيرة ثلاثة أخرى، وأكمل بينهما ثلاث عشرة، فمن قال ثلاث عشرة ألغى الكسرين، ومن قال خمس عشرة جبرهما والله أعلم. (٣) راجع تعليقنا السابق.