للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان سعيد بن العاص يوم الدار مع المقاتلة عن عثمان. ولما سار طلحة والزبير، فنزلوا بمر الظهران قام سعيد خطيبًا، وقال: أمَّا بعد، فإن عثمان عاش حميدًا، وذهب فقيدًا شهيدًا، وقد زعمتم أنكم خرجتم تطلبون بدمه، فإن كنتم تريدون ذا، فإن قتلته على هذه المطي، فميلوا عليهم. فقال مروان: لا، بل نضرب بعضهم ببعض. فقال المغيرة: الرأي ما رأى سعيد. ومضى إلى الطائف، وانعزل سعيد بن بمن اتبعه بمكة، حتى مضت الجمل وصفين.

قال قبيصة بن جابر: سألوا معاوية: من ترى للأمر بعدك؟ قال: أمَّا كريمة قريش فسعيد بن العاص … ، وذكر جماعة.

ابن سعد: حدثنا علي بن محمد، عن يزيد بن عياض، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: خطب سعيد بن العاص أمَّ كلثوم بنت علي بعد عمر، وبعث إليها بمائة ألف، فدخل عليها أخوها الحسين، وقال: لا تزوجيه. فقال الحسن: أنا أزوّجه، واتَّعدوا لذلك، فحضروا. فقال سعيد: وأين أبو عبد الله؟ فقال الحسن: سأكفيك. قال: فلعلَّ أبا عبد الله كره هذا، قال: نعم. قال: لا أدخل في شيء يكرهه. ورجع ولم يأخذ من المال شيئًا.

قال سعيد بن عبد العزيز الدمشقي: إنَّ عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص؛ لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله .

وعن الواقدي: إن سعيدًا أصيب بمأمومة (١) يوم الدار، فكان إذا سمع الرعد غشي عليه.

وقال هشيم: قدم الزبير الكوفة وعليها سعيد بن العاص، فبعث إلى الزبير بسبع مائة ألف، فقبلها.

وقال صالح بن كيسان: كان سعيد بن العاص يخف بعض الخفة من المأمومة التي أصابته، وهو على ذلك من أوفر الرجال وأحلمه.

ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: كان مروان يسب عليًّا في الجمع، فعزل بسعيد بن العاص، فكان لا يسبه.

قال ابن عيينة: كان سعيد بن العاص إذا قصده سائل وليس عنده شيء، قال: اكتب عليّ سجلًا بمسألتك الميسرة.


(١) مأمومة: أي شجّة بلغت أم الرأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>