وذكر عبد الأعلى بن حمَّاد: أنَّ سعيد بن العاص استسقى من بيت فسقوه، واتفق أن صاحب المنزل أراد بيعه لدَيْن عليه، فأدى عنه أربعة آلاف دينار. وقيل: إنه أطعم الناس في قحط حتى نفد ما في بيت المال، وادَّان، فعزله معاوية.
وقيل: مات وعليه ثمانون ألف دينار.
وعن سعيد، قال: القلوب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحًا اليوم ذامًّا غدًا.
قال الزبير بن بكار: توفي سعيد بن العاص بقصره بالعرصة، على ثلاثة أميال من المدينة، وحُمِلَ إلى البقيع في سنة تسع وخمسين. كذا أرَّخه خليفة، وغيره.
وقال مسدد: مات مع أبي هريرة سنة سبع أو ثمان وخمسين. وقال أبو معشر: سنة ثمان.
وقيل: إن عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق سار بعد موت أبيه إلى معاوية، فباعه منزله وبستانه الذي بالعرصة بثلاث مائة ألف درهم. ويقال: بألف ألف درهم. قاله الزبير. وفي ذلك المكان يقول عمرو بن الوليد بن عقبة:
القصر ذو النخل والجمار (١) فوقهما … أشهى إلى النفس من أبواب جيرون
وقد كان سعيد بن العاص أحد من ندبه عثمان لكتابة المصحف؛ لفصاحته، وشبه لهجته بلهجة الرسول ﷺ.