للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رباح، وشرحبيل بن مسلم -وما أدركاه، وعطية بن قيس، وأبو قلابة الجرمي، ومحمد بن زياد الألهاني، وعمير بن هانئ، ويونس بن ميسرة -ولم يلحقوه، لكن أرسلوا عنه.

قال إسماعيل بن عياش: حدّثنا شرحبيل بن مسلم قال: أتى أبو مسلم الخولاني المدينة وقد قُبِضَ النبي ، واستُخْلِفَ أبو بكر.

فحدَّثنا شرحبيل أنَّ الأسود تنبَّأ باليمن، فبعث إلى أبي مسلم، فأتاه بنار عظيمة، ثم إنه ألقى أبا مسلم، فيها فلم تضره، فقيل للأسود: إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك من اتبعك، فأمره بالرحيل، فقدم المدينة، فأناخ راحلته، ودخل المسجد يصلي، فبصر به عمر ، فقام إليه فقال: مِمَّن الرجل؟ قال: من اليمن، قال: ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب، قال: نشدتك بالله، أنت هو؟ قال: اللهمَّ نعم، فاعتنقه عمر وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صُنِعَ به كما صُنِعَ بإبراهيم الخليل. رواه عبد الوهاب بن نجد، وهو ثقة، عن إسماعيل، لكن شرحبيل أرسل الحكاية.

ويروى عن مالك بن دينار أنَّ كعبًا رأى أبا مسلم الخولاني، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو مسلم، فقال: هذا حكيم هذه الأمة.

وروى معمر، عن الزهري قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك، فكان يتناول عائشة ، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألَا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة؟ قال: من هو؟ قلت: أبو مسلم الخولاني، سمع أهل الشام ينالون من عائشة، فقال: ألَا أخبركم بمثلي ومَثَل أمّكم هذه؟ كمثل عينين في رأسٍ تؤذيان صاحبهما، ولا يستطيع أن يعاقبهما إلَّا بالذي هو خير لهما، فسكت، فقال الزهري: أخبرنيه أبو إدريس الخولاني، عن أبي مسلم.

قال عثمان بن أبي العاتكة: علَّقَ أبو مسلم سوطًا في المسجد، فكان يقول: أنا أولى بالسوط من البهائم، فإذا فَتَرَ مشَقَ ساقيه سوطًا أو سوطين، قال: وكان يقول: لو رأيت الجنة عيانًا أو النار عيانًا ما كان عندي مستزاد.

إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل أنَّ رجلين أتيا أبا مسلم، فلم يجداه في منزله، فأتيا المسجد فوجداه يركع، فانتظراه، فأحصى أحدهما أنه ركع ثلاث مائة ركعة.

الوليد بن مسلم: أنبانا عثمان بن أبي العاتكة، أنَّ أبا مسلم الخولاني سمع رجلًا يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>