سبق اليوم فلان، فقال: أنا السابق، قالوا: وكيف يا أبا مسلم؟ قال: أدلجت من داريَّا، فكنت أول من دخل مسجدكم.
قال أبو بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس قال: دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غازٍ في أرض الروم، وقد احتفر جورة في فسطاطه، وجعل فيها نطعًا، وأفرغ فيه الماء، وهو يتصلق فيه، فقالوا: ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟ قال: لو حضر قتال لأفطرت ولتهيَّأت له، وتقوَّيت، إن الخيل لا تجري الغايات، وهن بدن إنما تجري وهنَّ بدن، إنما تجري وهن ضمَّر، ألَا وإن أيامنا باقية جائية، لها نعمل.
وقيل: كان يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان، ويقول: أذكر الله، حتى يرى الجاهل أنه مجنون.
وروى محمد بن زياد الألهاني، عن أبي مسلم الخولاني، أنه كان إذا غزا أرض الروم، فمروا بنهر، فقال: أجيزوا بسم الله، ويمر بين أيديهم، فيمرون بالنهر الغمر، فربما لم يبلغ من الدواب إلَّا الرُّكَب، فإذا جازوا قال: هل ذهب لكم شيء، فمن ذهب له شيء فأنا ضامن له، فألقى بعضهم مخلاته عمدًا، فلمَّا جاوزا قال الرجل: مخلاتي وقعت، قال: اتبعني، فاتبعه، فإذا بها معلقة بعود في النهر، قال: خذها.
سليمان بن المغيرة، عن حميد الطويل، أنَّ أبا مسلم أتى على دجلة وهي ترمي بالخشب من مدها، فذهب عليها، ثم حمد الله وأثنى عليه، وذكر مسير بني إسرائيل في البحر، ثم لهز دابته، فخاضت الماء، وتبعه الناس حتى قطعوها، ثم قال: هل فقدتم شيئًا من متاعكم، فأدعو الله أن يرده عليّ؟
عنبسة بن عبد الواحد، عن عبد الملك بن عمير قال: كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سُقِيَ.
وروى بقية، عن محمد بن زياد، عن أبي مسلم، أنَّ امرأة خببَّت عليه امرأته، فدعا عليها فعميت، فأتته فاعترفت وتابت، فقال: اللهم إن كانت صادقة فاردد بصرها، فأبصرت.
ضمرة بن ربيعة، عن بلال بن كعب، أنَّ الصبيان قالوا لأبي مسلم الخولاني: ادع الله أن يحبس علينا هذا الظبي فنأخذه، فدعا الله، فحبسه فأخذوه.
وعن عطاء الخراساني، أنَّ امرأة أبي مسلم قالت: ليس لنا دقيق، فقال: هل عندك شيء؟ قالت: درهم بعنا به غزلًا، قال: ابغينيه، وهاتي الجراب، فدخل السوق، فأتاه سائل،