وروى عبد العزيز بن الوليد بن أبي السائب، عن أبيه، عن مكحول، قال: ما رأيت مثل أبي إدريس الخولاني.
وكذلك روى: أبو مسهر، عن سعيد، عن مكحول.
وعن سعيد بن عبد العزيز، أنه قال: كان أبو إدريس عالم الشام بعد أبي الدرداء.
ابن جوصاء الحافظ: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا محمد بن حمير، حدثني سعيد بن عبد العزيز، سمعت مكحولًا، يقول: كانت خلقة من أصحاب النبي ﷺ يدرسون جميعًا فإذا بلغوا سجدة، بعثوا إلى أبي إدريس الخولاني فيقرؤها ثم يسجد فيسجد أهل المدارس.
محمد بن شعيب بن شابور: أخبرني يزيد بن عبيدة: أنه رأى أبا إدريس في زمن عبد الملك بن مروان، وأن حلق المسجد بدمشق يقرؤون القرآن، يدرسون جميعًا وأبو إدريس جالس إلى بعض العمد، فكلما مرت حلقة بآية سجدة، بعثوا إليه يقرأ بها وأنصتوا له سجد بهم جميعًا وربما سجد بهم ثنتي عشرة سجدة، حتى إذا فرغوا من قراءتهم، قال أبو إدريس يقص: ثم قال يزيد بن عبيدة: ثم إنه قدم القصص بعد ذلك.
الوليد بن مسلم: حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، قال: كنا نجلس إلى أبي إدريس الخولاني، فيحدثنا، فحدث يومًا عن بعض مغازي رسول الله ﷺ حتى استوعب الغزاة فقال له رجل من ناحية المجلس: أحضرت هذه الغزوة؟ فقال: لا. فقال الرجل: قد حضرتها مع رسول الله ﷺ ولأنت أحفظ لها مني.
أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز: أن عبد الملك بن مروان عزل بلالًا عن القضاء -يعني: وولى أبا إدريس.
وروى الوليد بن مسلم، عن ابن جابر: أن عبد الملك عزل أبا إدريس عن القصص، وأقره على القضاء فقال أبو إدريس: عزلتموني عن رغبتي، وتركتموني في رهبتي.
قلت: قد كان القاص في الزمن الأول يكون له صورة عظيمة في العلم والعمل.
قال ابن عيينة: سمعت الزهري يقول: أخبرني أبو إدريس، أنه سمع عبادة بن الصامت: