للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزبير فخرج عروة وقال للآذان إن عبد الله أخي فإذا أردتم أن تفعلوا فيه فلا تأذنوا لي عليكم فذكروا ذلك لعبد الملك فقال له عبد الملك حدثوني بما قلت وإن أخاك لم نقتله لعداوة ولكنه طلب أمراً وطلبناه فقتلناه وإن أهل الشام من أخلاقهم أن لا يقتلوا رجلاً إلا شتموه فإذا أذنا لأحد قبلك فقد جاء من يشتمه فانصرف ثم إن عروة قدم على الوليد حين شئفت (٢٨٣) رجله فقيل اقطعها قال أكره أن أقطع مني طائفاً فارتفعت إلى الركبة فقيل له إنها إن وقعت في ركبتك قتلتك فقطعها فلم يقبض وجهه وقيل له قبل أن يقطعها نسقيك دواء لا تجد لها ألماً فقال ما يسرني أن هذا الحائط وقاني أذاها.

معمر عن الزهري قال وقعت الآكلة في رجل عروة فصعدت في ساقه فبعث إليه الوليد فحمل إليه ودعا الأطباء فقالوا ليس له دواء إلا القطع فقطعت فما تضور وجهه.

عمر بن عبد الغفار حدثنا هشام أن أباه وقعت في رجله الآكلة فقيل ألا ندعو لك طبيبا قال إن شئتم فقالوا نسقيك شراباً يزول فيه عقلك فقال امض لشأنك ما كنت أظن أن خلقاً يشرب ما يزيل عقله حتى لا يعرف به فوضع المنشار على ركبته اليسرى فما سمعنا له حساً فلما قطعها جعل يقول لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لقد عافيت وما ترك جزءه بالقرآن تلك الليلة.

يعقوب الدورقي حدثنا عامر بن صالح عن هشام بن عروة أن أباه خرج إلى الوليد بن عبد الملك حتى إذا كان بوادي القرى وجد في رجله شيئاً فظهرت به قرحة ثم ترقى به الوجع وقدم على الوليد وهو في محمل فقال يا أبا عبد الله اقطعها قال دونك فدعا له الطبيب وقال اشرب المرقد (٢٨٤) فلم يفعل فقطعها من نصف الساق فما زاد أن يقول حس حس (٢٨٥) فقال الوليد ما رأيت شيخاً قط أصبر من هذا وأصيب عروة بابنه محمد في ذلك السفر ركضته بغلة في إصطبل فلم يسمع منه في ذلك كلمة فلما كان بوادي القرى قال: "لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا" الكهف ٦٣، اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ستة وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثة ولئن ابتليت لقد عافيت ولئن أخذت لقد أبقيت.


(٢٨٣) شئفت رجله: إذا خرجت بها الشأفة، وهي قرحة تخرج في القدم.
(٢٨٤) المُرْقد: شئ يُشرب ليُنوِّم من يشربه فيرقد.
(٢٨٥) حسِّ: كلمة تقال عند الألم.

<<  <  ج: ص:  >  >>