قال وإنما قال ذلك في قتل أبي أزيهر تعير به أبا سفيان بن حرب وكان صهره قتله هشام بن الوليد وذكر القصة فقال معاوية حسبك يا ابن أخي هذه بتلك ولعروة في قصره بالعقيق:
بنيناه فأحسنا بناه … بحمد الله في خير العقيق
تراهم ينظرون إليه شزراً … يلوح لهم على وضح الطريق
فساء الكاشحين وكان غيظاً … لأعدائي وسر به صديقي
يراه كل مختلف وسار … ومعتمد إلى بيت العتيق
وقيل لما فرغ من بنائه وبئاره ودعا جماعة فطعم الناس وجعلوا يبركون وينصرفون. الزبير حدثني محمد بن حسن عن محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الله بن عكرمة عن عروة أن رسول الله ﷺ قال: "يكون في آخر أمتي مسخ وخسف وقذف وذلك عند ظهور شيء من عمل قوم لوط" قال عروة فبلغني أنه قد ظهر شيء منه فتنحيت عنها وخشيت أن يقع وأنا بها وبلغني أنه لا يصيب إلا أهل القصبة (٢٨٢).
قال الزبير وأخبرني إبراهيم بن حمزة مثله بمثل إسناده. وبئر عروة مشهور بالعقيق طيب الماء وفيه يقول الشاعر:
لو يعلم الشيخ غدوي بالسحر … قصداً إلى البئر التي كان حفر
في فتية الدنانير غرر … وقاهم الله النفاق والضجر
بين أبي بكر وزيد وعمر … ثم الحواري لهم جد أغر
قد شمخ المجد هناك وازمخر … فهم عليها بالعشي والبكر
يسقون من جاء ولا يؤذى بشر … لزاد في الشكر وإن كان شكر
قال الزبير حدثنا عمي مصعب بن عبد الله قال كان عبد الله بن الزبير قد باع ماله بالغابة الذي يعرف بالسقاية من معاوية بمئة ألف دينار ثم قسمها في بني أسد وتيم فاشترى مجاح لعروة من ذلك بألوف دنانير.
الزبير حدثنا مصعب بن عثمان عن عامر بن صالح عن هشام بن عروة قال قدم عروة على عبد الملك بن مروان فأجلسه معه على السرير فجاء قوم فوقعوا في عبد الله بن
(٢٨٢) ضعيف: لإرساله، وفيه محمد بن يعقوب بن عتبة، مجهول.