ويقوم به الليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله وكان وقع فيها الآكلة فنشرت وكان إذا كان أيام الرطب يثلم حائط ثم يأذن للناس فيه فيدخلون يأكلون ويحملون.
الزبير في النسب حدثنا يحيى بن عبد الملك الهديري عن المغيرة ابن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي عن أبيه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال العلم لواحد من ثلاثة لذي حسب يزينه به أو ذي دين يسوس به دينه أو مختبط سلطاناً يتحفه بعلمه ولا أعلم أحداً أشرط لهذه الخلال من عروة وعمر بن عبد العزيز.
أنس بن عياض عن هشام بن عروة قال لما اتخذ عروة قصره بالعقيق (٢٨١) قال له الناس جفوت مسجد رسول الله قال رأيت مساجدهم لاهية وأسواقهم لاغية والفاحشة في فجاجهم عالية فكان فيما هنالك عما هم فيه عافية.
مصعب الزبيري عن جده عن هشام بن عروة عن أبيه قال بعث إلي معاوية مقدمة المدينة فكشفني وسألني واستنشدني ثم قال لي أتروي قول جدتك صفية بنت عبد المطلب:
خالجت آباد الدهور عليهم … وأسماء لم تشعر بذلك أيم
فلو كان زبر مشركاً لعذرته … ولكنه قد يزعم الناس مسلم
قلت نعم وأروي قولها:
ألا أبلغ بني عمي رسولاً … ففيم الكيد فينا والإمار
وسائل في جموع بني علي … إذا كثر التناشد والفخار
بأنا لا نقر الضيم فينا … ونحن لمن توسمنا نضار
متى نقرع بمروتكم نسؤكم … وتظعن من أمثالكم ديار
ويظعن أهل مكة وهي سكن … هم الأخيار إن ذكر الخيار
مجازيل العطاء إذا وهبنا … وأيسار إذا حب القتار
ونحن الغافرون إذا قدرنا … وفينا عند عدوتنا انتصار
وأنا والسوابح يوم جمع … بأيديها وقد سطع الغبار
(٢٨١) العقيق: موضع بناحية المدينة.