للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عجلان عن سهيل وسعيد مولى المهري عن حسن بن حسن بن علي أنه رأى رجلاً وقف على البيت الذي فيه قبر النبي يدعو له ويصلي عليه فقال للرجل لا تفعل فإن رسول الله قال: "لا تتخذوا بيتي عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني" (٣١٦).

هذا مرسل وما استدل حسن في فتواه بطائل من الدلالة فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلماً مصلياً على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشراً ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع فهذا فعل حسناً وسيئاً فيعلم برفق والله غفور رحيم فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار فزيارة قبره من أفضل القرب وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" (٣١٧) فشد الرحال إلى نبينا مستلزم لشد الرحل إلى مسجده وذلك مشروع بلا نزاع إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده فليبدأ بتحية المسجد ثم بتحية صاحب المسجد رزقنا الله وإياكم ذلك آمين.

قال الزبير بن بكار أم حسن بن حسن هذا هي خولة بنت فلان الفزارية وهي والدة إبراهيم وداود والقاسم أولاد محمد بن طلحة التيمي السجاد قال وكان الحسن ولي صدقة علي قال له الحجاج يوماً وهو يسايره في موكبه بالمدينة أدخل


(٣١٦) حسن: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" عن الحسن بن على بن أبي طالب قال: قال رسول الله : "صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا، ولا تتخذوا بيتى عيدًا، وصلوا علىَّ وسلموا فإن صلاتكم تبلغنى أينما كنتم". قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٤٧): "رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن نافع، وهو ضعيف". قلت: عبد الله بن نافع هو ابن أبي نافع الصائغ. قال الحافظ في "التقريب": ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين. وقال النسائي: ليس به بأس، وأخرجه أحمد (٢/ ٣٦٧)، وأبو داود (٢٠٤٢) من طريقه عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا ولفظه: "لا تتخذوا قبرى عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وحيثما كنتم فصلوا علىَّ فإن صلاتكم تبلغنى" وإسناده حسن، رجاله ثقات خلا عبد الله ابن نافع، فإنه ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين كما قال الحافظ.
(٣١٧) صحيح: تقدم تخريجنا له في هذا الجزء بتعليق رقم (١٩٦)، وهو عند البخاري (١١٨٩)، ومسلم (١٣٩٧)، وغيرهما فراجعه ثمَّت.

<<  <  ج: ص:  >  >>