قال ابن سعد: كان عكرمة كثير العلم والحديث بحراً من البحور وليس يحتج بحديثه ويتكلم الناس فيه.
قال مصعب بن عبد الله الزبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج فطلبه متولي المدينة فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده.
قلت ولهذا ينفرد عنه داود بأشياء تستغرب وكثير من الحفاظ عدوا تلك الإفرادات مناكير ولا سيما إذا انفرد بها مثل ابن إسحاق ونحوه.
روى إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بن أنس عن أبيه قال: أتي بجنازة عكرمة مولى ابن عباس وكثير عزة بعد الظهر فما علمت أن أحداً من أهل المسجد حل حبوته إليهما.
وروى أبو داود السنجي عن الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال مات كثير وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد فأخبرني غير الأصمعي قال فشهد الناس جنازة كثير وتركوا جنازة عكرمة.
قلت ما تركوا عكرمة مع علمه وشيعوا كثيراً إلا عن بلية كبيرة في نفوسهم له ﵁.
وروى يحيى بن بكير عن الدراوردي قال مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد فما شهدهما إلا سودان المدينة.
وقال نوح بن حبيب: ماتا في يوم فقال الناس: مات فقيه الناس وشاعر الناس.
البخاري وغيره عن علي بن المديني قال مات عكرمة بالمدينة سنة أربع ومئة رواها يعقوب الفسوي عن علي فزاد قال فما حمله أحد اكتروا له أربعة.
وقال علي بن عبد الله التميمي ومصعب بن عبد الله وابن نمير والفلاس وأبو عبيد وشباب وابن يونس مات سنة خمس ومئة وكذا نقل أبو الحسن بن البراء عن ابن المديني قال التميمي وابن يونس وهو ابن ثمانين سنة.
وقال الواقدي حدثتني بنته أم داود أنه توفي سنة خمس ومئة.
وقال الهيثم بن عدي وأبو عمر الضرير مات سنة ست ومئة والأصح سنة خمس.
وقال أبو معشر السندي وأبو نعيم وابن أبي شيبة وأخوه عثمان وهارون بن حاتم وقعنب بن المحرر مات سنة سبع ومئة وقيل غير ذلك.