وقال معمر: كنا نأتي أبا إسحاق، فيقول: من أين جئتم? فنقول: من عند حماد فيقول: ما قال لكم أخو المرجئة? فكنا إذا دخلنا على حماد، قال: من أين جئتم? قلنا: من عند أبي إسحاق. قال: الزموا الشيخ، فإنه يوشك أن يطفى. قال: فمات حماد قبله.
قال معمر: قلت لحماد: كنت رأسا، وكنت إماما في أصحابك، فخالفتهم، فصرت تابعا! قال: إني أن أكون تابعا في الحق، خير من أن أكون رأسا في الباطل.
قلت: يشير معمر إلى أنه تحول مرجئا إرجاء الفقهاء، وهو أنهم لا يعدون الصلاة والزكاة من الإيمان، ويقولون: الإيمان إقرار باللسان، ويقين في القلب، والنزاع على هذا لفظي -إن شاء الله- وإنما غلو الإرجاء من قال: لا يضر مع التوحيد ترك الفرائض، نسأل الله العافية.
روى حماد بن زيد: أن حماد بن أبي سليمان، قال: من أمن أن يستثقل، ثَقُلَ.
قال شعبة: سألت حماد بن أبي سليمان عن عين الأضحية يكون فيها البياض؟ فلم يكرهها.
وسألته عن الرجل: يحلف على الشيء كاذبا وهو يرى أنه صادق؟ قال: لا يكفر.
وسألته عن التربع في الصلاة؟ فقال: لا بأس به.
وسألت حمادا عن الرجل يسرق من بيت المال؟ فقال: يقطع.
وسألته عن رجل قال: إن فارقت غريمي، فمالي عليه في المساكين؟ قال: ليس بشيء.
وسألته عن الصفر بالحديد نسيئة.
قال مغيرة بن مقسم: قلت لإبراهيم: إن حمادا قد جلس يفتي. قال: وما يمنعه وقد سألني عما لم تسألني عن عُشرِه?.
وقال شعبة: سمعت الحكم يقول: ومن فيهم مثل حماد؟ يعني: أهل الكوفة.
قال أبو إسحاق الشيباني: حماد بن أبي سليمان أفقه من الشعبي، ما رأيت أفقه من حماد! وقال شعبة: كان حماد صدوق اللسان، لا يحفظ الحديث. وقال النسائي: ثقة، مرجئ.
وقال أبو حاتم الرازي: هو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الأثر شوَّش.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان أفقه أصحاب إبراهيم، وكانت ربما تعتريه موتة وهو يحدث.